يشكل الإعلام الجواري أحد الركائز الأساسية التي تضبط العملية التواصلية بين المسؤول والمواطن، بغية توفير المعلومة التي كفل حقها الدستور. والملاحظ في ولاية غليزان أنّها لم تنجح في الرقي بهذا الإعلام، وعدم الاستفادة المثلى من التطور الحاصل في تكنولوجيا الإعلام.
وكشفت جريدة «الشعب» بأنّ تفعيل التواصل بين المواطن والمسؤول يبقى عملا حكرا على قطاعات قليلة جدا، وأغلب الفئات المستفيدة من هذا التواصل هي نوعية.
وتوصلت إلى أنّ قطاع مديرية التربية بالولاية يكاد يحقّق الاستثناء بتفعيله للتواصل مع فئة الأساتذة من جهة، والذين من المفروض أن يكون من الأسرة التربوية، من حاملي الشهادات الجامعية إلى جانب أصحاب شهادة التكوين المهني.
وكانت مديرية التربية واعية بأهمية الاعتماد على بدئل الإعلام الجديد للتواصل مع المواطن، فأنشأ القائمون على مكتب الإعلام صفحة على التواصل الاجتماعي «الفايسبوك، التي يتابعها أكثر من 32300 مواطن من مختلف الشرائح والفئات، تسمح لهم بحسب ما اطلعنا عليه من التعرف على آخر الأخبار التي خصّ قطاع مديرية التربية، مثل المسابقات، والنشاطات العلمية والثقافية، ويكون التواصل بتوفير الحلول لأيّ انشغالات فردية يطرحها الأساتذة والمواطنون على حدّ السواء.
كما اعتمد القائمون على المركز الجامعي «أحمد زبانة» بغليزان على نفس الطريقة في التواصل، حيث توفّر الصفحة المخصصة لذلك آخر الأخبار التي خصّ قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وتستهدف تلك الصفحة مختلف الفئات من أساتذة وطلاب والمقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا. كما أنّ الجامعية تتوفر على موقع الكتروني يظهر حسن التواصل مع الأسرة الجامعية.
وتنبّه قطاع الثقافة إلى أهمية الإعلام الجواري فأنشأت المديرية موقعا الكترونيا، يسمح بعرض مختلف النشاطات الثقافية، التي نظمها مديرية الثقافة مع شركائها من النوادي العلمية والأدبية.
والحاصل في موضوع الإعلام الجواري بحسب الاستطلاع الذي قامت به الجريدة أنّ رؤساء المجالس البلدية ما يزالون بعيدون عن هذا العالم الجديد، بحيث تفتقر أغلب البلديات إلى أدوات التواصل مع المواطن، الذي يعتمد على الطرق التقليدية، وما تزال مكاتب الأميار تستقبلا لمواطنين لأتفقه الأسباب والمشاكل، الأمر الذي خلّف فجوة عميقة بين المواطن والبلدية رغم أهميتها باعتبارها النواة التي تشكل التنمية.
تجمدت العديد من المشاريع المتعلقة بإنشاء المجلات الشهرية، التي تفتح التواصل مع المواطن غليزان على غرار مجلة «أحداث غليزان»، التي تصدرها الولاية، وكذا مجلة «ألوان» التي أصدر عددا منها مديرية الثقافة.
وتبقى الصحافة والإذاعة في ولاية غليزان همزة الوصل بين المواطن والمسؤول، من خلال تتبع غليزان العميقة، ونقل انشغالات المواطن في الأحياء والمناطق الريفية في الدواوير والقرى. ولا يزال هذا التواصل التقليدي يفرض منطقة في هذه الولاية.