تمّ، أول أمس، تنظيم ملتقى وطني حول التجريب في الرواية الجزائرية والبحث في أسس وخلفيات تشكله، من قبل مختبر اللغة والتواصل بالمركز الجامعي أحمد زبانة، الذي يديره مفلاح بن عبد الله والذي ترأسته د. مجاهدي صباح ونسقه كل من أ. منصور بويش و أ.يوسف بكوش، واستضاف الملتقى الروائيَين أ.د سعيد بوطاجين وأ. محمد مفلاح في جلسة افتتاحية عرضا من خلالها تجربتيهما الروائية.
شهدت الجلسات العلمية الثلاث مشاركة من مختلف جامعات الوطن (الجزائر، وهران تيزي وزو، تيسمسيلت، معسكر، مستغانم)، حيث ناقش المشاركون قضية التجريب في الرواية الجزائرية منطلقين من إشكالية فحواها أن هذه الأخيرة منذ نشأت، وهي في سعي دائم للبحث عن شكل فنّي تحقّق من خلاله ذاتها، وتجسّد عبره خصائصها التجنيسية. فظهر ما يعرف بالتجريب الرّوائي الذي مارسه الرّوائيون بطرق وأساليب وأشكال مختلفة، منها ما هو متعلّق بالبناء والمقوّمات الفنيّة، ومنها ما هو متعلّق بالتيمات والموضوعات.
وتنطلق الرواية التجريبية من فكرة المغامرة الفنية والإتيان بما هو جديد، والثورة على ما هو سائد من أنماط الكتابة الروائية، وكسر القوالب الجاهزة، التي تُصبّ فيها المتون السّردية ما يخلق ركودا في التلقي وروتينية في القراءة. من هنا كانت نواة فكرة التجريب وتطورت مع كل تجربة روائية وتنوعت من كاتب إلى آخر.
واستجلى د. حميدي بلعباس من جامعة معسكر ملامح التجريب في الرواية الجزائرية من خلال دراسة نموذج هو رواية (ذاكرة الماء) لواسيني الأعرج، كما طرق د. محمد فايد من المركز الجامعي تيسمسيلت باب تجريب الخيال العلمي في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، من خلال قراءة في رواية (جلالته الأب الأعظم) للحبيب مونسي، وعادت الأستاذة كواكي ليلى من مركز البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية. والأنثروبولوجية CRASC وهران إلى البحث عن التجريب في الخطاب الروائي الجزائري في كتاب الأمير لواسيني الأعرج، في حين خصصت د. جعيط حفصة من جامعة الجزائر 2 مداخلتها حول مغامرة فهم المحيط والمحافظة على الذات في رواية (هوامش الرحلة الأخيرة) لمحمد مفلاح.
ومن جهتها تحدثت الأستاذة كوريدات حورية من مركز البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية والأنثروبولوجية CRASC وهران عن اللغة الشعرية في روايات أحلام مستغانمي من التجريب إلى التقليد، وبحثت الأستاذة بشرى خبيزي من جامعة تيزي وزو في فتنة التجريب ومتهاة السرد في رواية (حائط المبكى) لعز الدين جلاوجي، وقامت الأستاذة أسماء أولاد براهيم من جامعة مستغانم بتحليل التجريب في عرض الشخصيات في رواية (أعوذ بالله) للسعيد بوطاجين، أما الأستاذ دولات سروري بن عودة من جامعة وهران 1 فقد عالج المضمون المأساوي في الرواية التسعينية الجزائرية، وخصصت الأستاذة مرزاقة زياني من جامعة الجزائر 2 مداخلتها لرصد التجريب في رواية (الحوات والقصر) للراحل الطاهر وطار من خلال معالجة تجريب الأسطورة، وفي مداخلة لهما عالج الأستاذان مولود ووهيبة حمادي التجريب في رواية (الممنوعة) لمليكة مقدّم، واختصت آخر مداخلة لمنسق الملتقى الأستاذ منصور بويش من المركز الجامعي غليزان بالحديث عن الرواية النسوية الجزائرية وتجربة تقويض الذكورة.