قدم الدكتور فريد بن يحيى أستاذ مختص في العلاقات الدولية والدبلوماسية خلال تنشيطه، اليوم، منتدى "الشعب" حول" أثر التكنولوجيات المتقدمة على الجغرافيا السياسية والاستراتيجية الدولية، أين موقع الجزائر"، صورة مخيفة عن التطور المذهل الذي يشهده العالم في مجال التكنولوجيات الحديثة والذي لامس الخيال على حد تعبيره وما قد يشكله هذا التطور في شقه السلبي من خطر على الجزائر التي تبقى رغم الجهود المبذولة لا تملك القدرة على مجابهته.
فاليوم حسب الدكتور بن يحيى يعيش العالم حربا إلكترونية استدعت بعض الدول كألمانيا إلى إنشاء جيوش الكترونية كما أدت هذه الحرب إلى منافسة شديدة بين الدول سرعت من وتيرة هذا التطور. ومن بين الاكتشافات التي أحدثت ثورة علمية ذكر الدكتور بن يحيى ما يسمي بالنانو تكنولوجيا حيث تمكن العلماء من تصغير حجم الأشياء إلى ما يسمى "النانو" حيث أن 500 نانو تعادل حجم حبة الرمل هذه الاكتشاف مكن من صنع "النانو روبوت" وهو حاليا يستعمل في المجال الطبي حيث استطاع الجراحون من اجراء عمليات عن بعد بزرع النانو روبوت في جسم الانسان وبنفس الطريقة يستعمل أيضا كسلاح فتاك لتسميم الأشخاص.
وأكد الدكتور بن يحيى أن الجزائر بحاجة ماسة إلى منظومة دفاعية لمجابهة الأخطار واقترح لذلك ثلاث خطوات أساسية يجب اتباعها للحاق بالركب وتأمين نفسها أولها الامتياز العلمي والذي يقوم على تطوير المنظومة التربوية وكذا الجامعات على مستوى عال وهو ما لا نجده اليوم في الجزائر حيث تتذيل الجامعة الجزائرية الترتيب العالمي، الخطوة الثانية هي المنافسة والابتكار وهذا بفتح المجال أمام العلماء والمبتكرين لتحقيق مشارعهم على أرض الواقع أما الخطوة الثالثة فهي التحديات الاجتماعية وما تشمله من توزيع عادل للثروات وتمثيل لكل الشرائح في البرلمان..
بالإضافة للخطوات السابقة يرى الدكتور بن يحيى أنه من الضروري إنشاء وزارة مستقلة تعنى بالبحث العلمي والتطور التكنولوجي بما أن وزارة التعليم العالي قد حادت عن دورها الأساسي وغرقت في المشاكل الاجتماعية للطلبة. كما دعا إلى استحداث معهد بمواصفات عالمية على غرار معهد وايزمن وفرنكفورد يكون تابعا لوزارة الدفاع يضم كل الطاقات الجزائرية وما أكثرهم حسب الدكتور حيث يقوم العديد من العلماء الجزائريين بدراسات على مستوى عال ببلدان اجنبية فلماذا نترك علماءنا ونحن بأشد الحاجة اليهم.