صنع أغلبية لحكومة التحول الجديد
بعد ساعات من إعلان نتائج الجولة الأولى، انطلق الاستعداد للدورة الثانية من سباق الرئاسة الفرنسية باحتدام كبير بلغ مستويات قياسية، حيث بدأ المرشحان المتأهلان لجولة السابع ماي القادم إمانويل ماكرون ومارين لوبان، معركة استقطاب الداعمين، مع أن مؤسس «حركة إلى الأمام» يبدو الأقرب إلى قصر الإليزي، بأمكانية حصوله على نسبة 64٪ من الأصوات، كما ترصده آخر الاستطلاعات.
خطا مرشح الوسط إيمانويل ماكرون خطوة كبيرة نحو رئاسة فرنسا، بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات وتأهله للجولة الثانية، المقررة بعد أسبوعين، في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
على الرغم من أن ماكرون (39 عاما) حديث عهد نسبيا على الساحة السياسية ولم يتقلد مطلقا منصبا عن طريق الانتخاب، فإن التوقعات ترشحه للفوزه بسهولة على لوبان (48 عاما).
تمثل نتيجة انتخابات، أمس الأول، التي حصد فيها ماكرون نسبة 23,74٪ من الأصوات، مقابل 21,53٪ للوبان، هزيمة ثقيلة ليمين الوسط ويسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لنحو 60 عاما. كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة، على غرار تصويت بريطانيا في جوان، بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
في خطاب النصر، قال ماكرون لأنصاره «غيّرنا في سنة واحدة وجه السياسة الفرنسية»، ووعد بأنه سيأتي بوجوه جديدة لتغيير النظام السياسي القديم إذا اختاره الناخبون.
كما أعلن لمواجهة المعركة المقبلة، أنه سيسعى إلى كسر نظام «غير قادر على الاستجابة لمشكلات بلادنا منذ أكثر من 30 عاما».
وقال: «من اليوم أريد أن أصنع أغلبية لحكومة ولتحول جديد. سيتألف من وجوه جديدة وموهبة جديدة يمكن لكل رجل وامرأة أن يجد لنفسه مكانا فيها».
وإذا فاز ماكرون، وهو الاحتمال الأكبر، فإن أكبر التحديات التي سيواجهها ستكون عندما يحاول أولا ضمان أغلبية برلمانية لحزبه الشاب في جوان، ثم عندما يسعى لدعم شعبي واسع لإصلاحات عمالية من المؤكد أنها ستلاقي مقاومة.
لوبان... خير وسيلة للدفاع الهجوم
تسير لوبان، التي تحاول أن تصنع التاريخ كأول امرأة تتولى رئاسة فرنسا، على خطى والدها الذي أسس الجبهة الوطنية ووصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002. ومني والدها جان ماري لوبان بالهزيمة في نهاية المطاف، عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين غير ملائمة.
وبذلت ابنته جهودا مضنية لتخفيف صورة الحزب ولاقت تأييدا واسعا وسط الناخبين الشبان، من خلال تنصيبها لنفسها مناهضة للمؤسسة ومدافعة عن العمال الفرنسيين والمصالح الفرنسية في مواجهة الشركات العالمية واتحاد أوروبي يكبّل اقتصاد فرنسا.
في أول كلمة بعد إعلان النتائج قالت لوبان، «الشيء الأساسي على المحك في هذه الانتخابات هو العولمة المتوحشة التي تهدد حضارتنا».
وراحت تشنّ هجوما على سياسات ماكرون الذي وصفته مرة أخرى «بملك المال»، في انتقاد يحط من قدر خلفية المصرفي السابق.
وقالت لوبان، إن سياساته الداعية للتحرر من القيود، ستؤدي إلى منافسة دولية غير عادلة ضد المصالح التجارية الفرنسية وإلى هجرة جماعية وحرية حركة «الإرهابيين».
دعوات للاحتشاد وراء ماكرون
دعا الرئيس هولاند للتصويت لإيمانويل ماكرون بالدورة الثانية، وهاجم اليمين المتطرف معتبرا لوبان «مجازفة» لفرنسا.
كما أعلن عديد السياسيين الفرنسيين، من ضمنهم مرشحون رئاسيون هزموا في السباق الانتخابي بجولته الأولى شرّ هزيمة، دعمهم الكامل لإيمانويل ماكرون في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
إذ حثّ المرشح المحافظ فرانسوا فيون، الناخبين على تأييد ماكرون، قائلا إن لوبان ستجعل فرنسا تفلس إذا فازت في الانتخابات. أما مرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون، الذي لم ينل سوى 6% من أصوات الناخبين، فقد اعتبر هذه النتيجة «عقوبة تاريخية» للحزب الاشتراكي ودعا إلى التصويت لماكرون.
توقعات الدورة الثانية
كشف استطلاعان للرأي أجريا، مساء الأحد، بعد إعلان نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أن إيمانويل ماكرون سيفوز بفارق كبير على مارين لوبان في الدورة الثانية من الانتخابات.
وأفاد معهد إيبسوس سوبرا ستيريا، أن مرشح حركة «إلى الإمام» سيحصل على 62% من الأصوات في مقابل 38% لمرشحة حزب «الجبهة الوطنية». بينما أورد معهد هاريس إنترأكتيف أن الفارق سيكون أكبر مع 64% من الأصوات لماكرون و36% للوبان.