طباعة هذه الصفحة

إلتقى أعيان القبائل وكبار القادة السياسيين والعسكريين

مساهل: توافق الأطراف الليبية على الحوار والحـل السلمي للأزمـة

جلال بوطي/ وأج

توّجت زيارة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إلى ليبيا، أمس الأول، بتقريب وجهات نظر كل القادة الليبيين الفاعلين في المشهد السياسي وتأكيدهم على حل الأزمة بالحوار الداخلي، في حين أشاد الجميع بدور الجزائر المحوري لمرافقة الحوار الليبي.
لقاء مساهل بكبار القادة الليبيين الفاعلين في المشهد السياسي، بداية برئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج والمشير خليفة حفتر، إضافة إلى لقائه بقبائل الشرق والغرب الليبي، تؤكد من جديد إرادة الجزائر السياسية في حل الأزمة داخليا دون التدخل الأجنبي في شؤون الشعب الليبي.
جولة الدبلوماسي كان أبرزها لقاءه بأعيان منطقة الزنتان، الذين أكدوا على ضرورة الاستفادة من التجربة الجزائرية في تحقيق السلم والمصالحة الوطنية. في حين أكد مساهل قدرة الليبيين على مباشرة الحوار داخل ليبيا والتوصل إلى حلول مستدامة للأزمة.
وقال مساهل، إن الجزائر لا تريد أن تتكرر محنة الإرهاب التي عاشتها في أيّ بلد آخر وبالخصوص في ليبيا، مؤكدا وجود “إرادة قوية” لدى الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار الذي تنشده الجزائر وهو الحل الوحيد لتفادي تأزم الوضع أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى متابعة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للوضع عن كثب.
وفي إطار جولته لليبيا، إلتقى عبد القادر مساهل بطرابلس، مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج من أجل تقريب وجهات النظر بين الليبيين لدعم مسار التسوية السلمية على أساس الحوار والمصالحة الوطنية.
وخلال لقائه بأعيان منطقة مصراته، أكد مساهل وجود “إرادة قوية للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار الليبي - الليبي داخل ليبيا”، مشيرا إلى أنه “لاحظ إرادة قوية من طرف الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار السياسي الليبي- الليبي داخل ليبيا”، مؤكدا أنه لمس هذه الإرادة في كل المحطات التي حل بها بداية من البيضاء وبنغازي إلى الزنتان وطرابلس ثم مصراتة.
وتجدد الجزائر من خلال زيارة مساهل، موقفها على أن “الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال الليبيين أنفسهم عن طريق حوار سياسي شامل دون إقصاء أو تهميش”.
في هذا الاطار، قال مساهل إن “الليبيين قادرون على ذلك بعيدا عن أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي”، معربا عن تقديره للتضحيات التي قدمها الشباب الليبي من أجل مكافحة الإرهاب في مدينة سرت “التي أصبحت اليوم خالية من الإرهاب بفضل هذه التضحيات القديرة”، إلا أنه أكد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في مناطق أخرى في البلاد.
وأجرى مساهل، الذي رافقه وفد هام إلى ليبيا في زيارة دامت يومين، لقاءات مكثفة مع مسؤولين عسكريين وسياسيين أو مدنيين أو من رجال الدين أو ممثلين عن المجتمع المدني. كما التقى الوفد بقيادات عسكرية تابعة لغرفة عمليات “البنيان المرصوص” ومجموعة من النواب وممثلين عن “التجمع السياسي” وممثلين عن مجلس أعيان المدينة، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب والناشطين المدنيين.
وفي أكثر من محطة، وخلال جل الاجتماعات، استعرض مساهل التجربة الجزائرية في السلم والمصالحة الوطنية، مبرزا جهود رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في بناء الجزائر وتحقيق الاستقرار بداية من قانون الرحمة ثم قانون الوئام المدني، إلى غاية الاستفتاء الوطني حول المصالحة الوطنية.
من جانبهم أعرب أعيان منطقة الزنتان والشخصيات المحلية بالمدينة، عن تقديرهم للجهود التي تبذلها الجزائر “من أجل لمّ الشمل بين أبناء ليبيا”، مشددين على ضرورة الاستفادة من التجربة الجزائرية في تحقيق السلم والمصالحة الوطنية.
وبالعاصمة طرابلس، التقى مساهل برئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي، حيث أوضح أنه “لم يقدم خلال الجولة التي يقوم بها أية مبادرة وذلك إيمانا من الجزائر، أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون من خلال الحوار الجاد بين كل الأطراف الليبية داخل ليبيا”.
وأبرز مساهل في هذا الصدد، أن “الجزائر مرّت بنفس المحنة منذ سنوات، إلا أنه بفضل حكمة رجال ونساء الجزائر والسياسة الراشدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إنطلقنا في سياسة مكنت من إنقاذ الجزائر بتضحيات أبنائها وفي مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن وكذلك الجبهة الداخلية القوية المبنية على أساس المواطن الجزائري الغيور على استقلاله ووطنه وسيادته”.
من جهته أعرب السويحلي عن تقديره “لموقف الجزائر التي تبقى على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية وذلك ما يجعل دورها أكثر فعالية في دعم مسار التسوية السلمية للأزمة”، مشيرا إلى أن لقاءه مع مساهل كان “صريحا وواضحا”.
كما التقى مساهل بمدينة البيضاء، شرق البلاد، برئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، ثم بنغازي حيث التقى بالمشير خليفة حفتر، بالإضافة إلى شخصيات سياسية ومدنية وأعيان منطقة الشرق الليبي.
وتندرج هذه الجولة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر قصد التقريب بين مواقف الأشقاء الليبيين من أجل التوصل إلى حل سياسي ومستدام للأزمة، من خلال الحوار الليبي الشامل والمصالحة الوطنية من شأنه الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدتها وانسجام شعبها.