طباعة هذه الصفحة

د. بلعيد في ملتقى ينظمه المجلس الأعلى للغة العربية:

ازدهار اللغة قائم على العلم والمعرفة

أسامة إفراح

شكل موضوع الملتقى الوطني الأول حول «ازدهار اللغة العربية الآليات والتحديات»، الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية على مدار يومين، نهاية هذا الاسبوع، وحضر الافتتاح شخصيات رسمية، يتقدمها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، وكذا أسماء قدّمت الكثير للجامعة والبحث قام المجلس بتكريمها.
ذكر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أ.د.صالح بلعيد، في كلمة افتتاح ملتقى «ازدهار اللغة العربية الآليات والتحديات»، ان الحديث عن موضوع ازدهار اللغة تختلط فيه التطورات والاعتبارات العلمية بغيرها، كما أنه يتأطر بالجوانب المتصلة بثقافة المجتمع وهويته والصراعات السياسية والحضارية بين فئات المجتمع والواحد، وما يحيط بذلك المجتمع من الانجذابات اللسانية المهيمنة.
ودعا بلعيد إلى تقديم وصفة نوعية في عملية ازدهار العربية يمكن على ضوئها أن تكون طريقا للمجلس يستهدي بها في لاحق أعماله، وفي تصحيح استراتيجيته الكبرى لتجسيد المعالم التي حددها له دستور 2016، وهي العمل على ازدهار العربية، والعمل على تعميم استعمالها في العلوم والتكنولوجيا، والعمل على الترجمة من اللغات الأخرى.
واعتبر بلعيد أن اللغة العربية «بخير»، وذلك لمجموعة من العوامل والحقائق الملموسة، ومع ذلك فقد تطرق إلى مجموعة من الملامح يبرز من خلالها ازدهار اللغة العربية، نذكر منها استعمالها عند النخبة الوطنية والعالمية، وانتقالها بين الأجيال باطّراد، وازدياد عدد المتحدثين بها، ونسبتهم إلى إجمالي عدد السكان، وكثرة مجالات استعمالها، وموقف المجتمع من الاعتزاز بلغته، وتشجيع محو الأمية، وتشجيع استخدام العربية في أماكن العمل والخدمات العمومية ووسائل الإعلام.
وكرّم المجلس عددا من أعلام الحركة البحثية على غرار زهير إحدادن والطاهر ميلة وعبد الجليل مرتاض، وكذا الحركة الجمعوية ممثلة في عائشة باركي.
وكان من بين المكرّمين وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، الذي قال إن الثلاثي التابع لرئاسة الجمهورية والمتمثل في المجلس الأعلى للغة العربية والمجمع الجزائري للغة العربية والمحافظة السامية للأمازيغية، دليل على قيمة ومكانة اللغة في قمّة اهتمامات الدولة، مؤكدا أنه لا لغة يمكن أن تنتشر إلا بمجتمع المعرفة، داعيا إلى تأسيس مجتمع قائم على العلم والمعرفة وإصلاح الخطاب الديني والتربوي والسياسي والمنظومة التربوية.
وتضمن الملتقى محاور تتطرق إلى ازهار اللغة العربية في كل من الميدان الإداري، التربوي، الأدبي والثقافي، الإعلامي والعلمي. وتضمن اليوم الأول محاضرات منها تلك التي قدمها أ.د. عبد الجليل مرتاض بعنوان «ازدهار العربية بين لسانيات التراث وعلم اللغة الحديث»، ومحاضرة أ.د نسيبة العرفي حول «المصطلح العربي وإشكالية الترجمة والتعريب بين الماضي والحاضر»، ومحاضرة «ازدهار اللغة العربية – تجربة الأندلس» التي قدمتها أ.د حسنية عزاز، فيما داخلت لويزة أعراب من المجمع الجزائري للغة العربية بخصوص «النحو العربي وازدهار اللغة العربية». وتواصلت المداخلات في الفترة المسائية بمداخلات منها محاضرة د. محمد بغداد حول «استعمال اللغة العربية في وسائط التواصل الاجتماعية»، على أن يتضمن برنامج اليوم محاضرات منها ما يتمحور حول اللغة العربية في مجال التعليم.