أشاد والي وهران عبد الغني زعلان، بعديد المشاريع التي تدعمت بها الولاية خلال السنوات الأخيرة، أهمها المشاريع السكنية التي أخذت، بحسبه، حصة الأسد. حيث شهدت الولاية منذ سنة 2014، عمليات إعادة إسكان واسعة تمثلت في توزيع أكثر من 33 ألف وحدة سكنية، منها 25 ألف وحدة بصيغة العمومي الإيجاري فقط .
استهدفت هذه العمليات تحقيق ثلاث غايات متكاملة، شملت تسوية وضعية أصحاب قرارات الاستفادة المسبقة والبالغ عددهم 6300 عائلة، إضافة إلى القضاء على عديد التجمعات الفوضوية، سواء بقلب المدينة أو المدن الأخرى المحيطة بها، على غرار الحي الفوضوي المسمى “الصنوبر” الذي شهد منذ بداية أفريل الماضي توزيع 2000 وحدة سكنية قاربت على الانتهاء، هذا إلى جانب إعادة إسكان 6400 عائلة تقطن بالبناءات القديمة.
كما مكنت هذه العمليات، يضيف زعلان، من إنشاء أقطاب عمرانية جديدة بكل من بلقايد وادي تليلات، بئر الجير ومنطقة حياة ريجنسي بسيدي الشحمي وكذا القطب العمراني الجديد أحمد زبانة بمسرغين، هذا الأخير الذي يستقبل لوحده 50 ألف وحدة سكنية.
من جهة أخرى، عمدت السلطات المحلية إلى إعادة ترميم 200 عمارة من أصل 600 عمارة ذات قيمة عمرانية وتاريخية، معظمها تقع بوسط المدينة، تدهورت حالتها، لاسيما وأنّ معظمها يعود إلى الحقبة الاستعمارية، ما يستدعي الحفاظ عليها كموروث تاريخي هام.
كما تطرق نفس المسؤول إلى ملف الاستثمار بالولاية، بعدما أحصت خلال السنتين الأخيرتين استقبال 915 ملف استثمار تم قبول 755 منها، فيما تم الانطلاق الفعلي في 302 مشروع منتج للثروة.
في نفس السياق، تدعمت وهران خلال السنة الأخيرة بـ17 منطقة نشاط صناعي جديدة مخصصة لحاملي المشاريع من الشباب، بدعم من وزارة الداخلية وبمساهمة من صندوق التضامن والضمان، تضاف إلى 18 منطقة نشاط و5 مناطق صناعية موجودة من قبل.
بالموازة مع ذلك، باشرت السلطات المحلية في إنجاز وبعث عديد المشاريع الهامة، على غرار أشغال إنجاز الطريق الاجتنابي الثاني الذي يربط شرق وهران بمدخل الطريق السيار شرق - غرب على مسافة 21 كلم والذي تم استلام الشطر الأول منه على مسافة 8 كلم، إضافة إلى أشغال إنجاز الطريق الاجتنابي لوسط المدينة الذي يربط الميناء البحري بالطريق السيار شرق - غرب.
كما أشار والي وهران إلى مشاريع هامة تدعم بها قطاع النقل بالولاية، منها إنجاز محطة جوية دولية بمطار وهران الدولي مع برج للمراقبة، ما سيمكن من رفع قدرة الاستيعاب إلى 6 ملايين مسافر سنويا، إضافة إلى دخول خط السكة الحديدية الرابط بين ميناء أرزيو مدينة وهران على مسافة 42 كلم حيز الخدمة، سيدعم وسائل النقل العمومية، ناهيك عن مشروع توسعة ميناء وهران الذي سيمكن عند استلامه من رفع مساحته من 7 هكتارات حاليا إلى 23 هكتارا.
فيما يتعلق بقطاع السياحة، الذي تراهن عليه السلطات المحلية، خاصة وأنّ وهران مقبلة على احتضان تظاهرات هامة، تستدعي جلب السياح وتطوير الجانب السياحي بتدعميه بمرافق هامة، على غرار المؤسسات الفندقية، المركبات السياحية وغيرها... أعلن زعلان عن إنجاز 128 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقدر بـ18 ألف سرير، إلى جانب إنشاء مدرسة عليا متخصصة في الفندقة والإطعام.
كما كشف والي الولاية عن برمجة عمليات أخرى هامة في القريب العاجل، على غرار إعادة ترميم حصن سانتاكروز، إضافة إلى عملية أخرى خاصة بترميم المعلَمَين قصر الباي وقصر الباشا، في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين ولاية وهران ومؤسسة تيكا، باعتبارهما من الشواهد التاريخية القيّمة بالولاية، فضلا عن إسناد صفقة تهيئة نزل شاطوناف الذي ظلت وضعيته لفترة طويلة تشغل بال ساكنة المدينة وسلطاتها العمومية إلى مؤسسة تركية.
وبغرض تحسين الإطار الحياتي للمواطن تم التكفل بإنجاز عديد الفضاءات العمومية وكذا مرافق جوارية ومساحات اللعب، إذ تم خلال العامين الأخيرين إعادة تهيئة أكثر من 40 هكتارا على شكل مساحات خضراء ومرافق عمومية وهي العقارات تم استرجاعها بعد إزالة البناءات الهشة والمجمعات القصديرية.
في سياق التكفل باحتياجات الشباب، عرفت وهران قفزة نوعية من خلال إنشاء 174 فضاء تمثل مساحات اللعب المعشوشبة اصطناعيا والمزودة بنظام الإنارة الليلية، تقع أغلبها على مستوى الأحياء الشعبية.
وقد مكنت هذه المرافق من تراجع معدلات الجريمة والجنح على مستوى الأحياء التي استفادت من هذه الفضاءات، كما سجل أيضا رد فعل إيجابي في المجال البيداغوجي من خلال تحسين النتائج التربوية للمتمدرسين، خاصة في المستويين المتوسط والثانوي.