قال عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل، أمس، من سيدي بلعباس، إن بناء الجزائر مشروع متكامل يتطلب تضافر كل الجهود وتكامل كل الأحزاب والحكومة والمجتمع المدني لأن شروط البناء الحقيقي تستدعي الحوار الجامع لكل الأطياف.
أضاف بلعيد في لقائه مع مناضليه بمكتبة المطالعة العمومية محمد قباطي أن جبهة المستقبل حزب لا يعارض من أجل المعارضة فقط باعتباره طرفا وليس خصما، حيث ذكر أن الحزب الفتي أسس على يد مناضلين ممن يأسوا من النضال في الأحزاب التقليدية، وهو الآن يسعى لتغيير الذهنيات قبل تغيير الأوضاع لأن المشكل في الجزائر حاليا مشكل أخلاق وليس مشكل إقتصاد.
وأكد أن الحزب يعمل بمبدأ النضال النظيف المبني على الأخلاق السياسية، وهي الصفة الغائبة في العمل السياسي اليوم حيث الأوضاع متعفنة بعد أن دخلت رؤوس الأموال المشبوهة في العمل السياسي وتعفنت الأرضية وتشكلت لوبيات تملي سياساتها – يضيف بلعيد – الذي ينادى في برنامجه بالإبتعاد عن المال الفاسد وإستغلال الأموال النظيفة في الإستثمارات الإقتصادية كما ينادي أيضا بالإبتعاد عن كل ما له علاقة بالعنف خاصة العنف الذي تجلى داخل العمل السياسي أين أضحينا نلاحظ اليوم التراشقات والسب والشتم بين السياسيين وهي التصرفات التي ترفضها الممارسات السياسية الصحيحة.
وفي حديثه عن برنامج حزبه ركز بلعيد على التغيير الذي وصفه بالمسار الصعب قبل أن يرافع من أجل وضع الأرضية للأجيال لمواصلة الكفاح والنضال كما تحدث عن دور الطبقة المثقفة في الحياة السياسية وفي صنع التغيير وعدم فسح المجال أمام الإنتهازيين.
وأضاف أن برنامج جبهة المستقبل يمس قطاعات استراتيجية ففي المجال الاجتماعي يركز على التعليم والتكوين أين يعتمد الحزب على الإنسان والإستثمار في العنصر البشري وفي هذا الصدد ذكر بلعيد أن الدولة تمكنت من بناء الهياكل والبنايات لكنها فشلت في تكوين الإنسان، أما في المجال الإقتصادي فيركز البرنامج على السياحة والفلاحة هذه الأخيرة التي تعد عصب الإقتصاد فضلا عن الصناعة بالإعتماد على تطوير المؤسسات المتوسطة والصغيرة وتشجيعها باعتبار أن المشكل الحالي ليس في الكفاءات بقدر ما هو في المحيط العام الذي تشوبه البيروقراطية التي تحد من المبادرات.