طباعة هذه الصفحة

رسالةً إلى الأديبة الكبيرة أمّ سهام 

ما لم يكتبه القلب... بعد..؟

تمرين على خاطري وأنت تحملين باقة جميلة من الحروف عبقها زمن جميلٌ عاد الى اذهاني، وأنت تسبحين في أفق من الابداع، ترسم عيون في الافق شوقٌ من زمن كانت فيه الكلمة مخضبة بدماء الشهداء، بين طيات حديثك الهادئ المحكم قبل أن تتحدثي أشعر أنك تنحتين الكلمات بدقة لا متناهية الجمال كلوحة فنية خلدت في أجمل المتاحف العالمية، فتنثرين درراً تعانق افكارنا وتأخذنا الى زمن كانت فيه الكلمة لها الف معنى ومعنى، وقيمةُ صنعت مجدك الابداعي، وانت لا تزالين سيدة الاحساس والدقة في التعبير القيم، لك نثرٌ ساحرٌ أخّاذٌ.
سيدتي الاديبة الكبيرة المخضرمة الاستاذة أم سهام، منذ نعومة اظافري حين دخلت عالم الادب عرفتك وأحببتُ فيك التحدي وقوة الكلمة والاحساس المرهف في افكارك وكتاباتك التي بقية كوجه الصباح تطل علينا مع كل فجر جديد..
سيدتي الجميلة أم سهام الانيقة الوارفة في فضاء الابداع، كشجرة السنديان التي لا تهدها رياح ولا أعاصير، وأنت تخطين خطواتك بثقل وثبات وتبحثين عن معنى لوقوفك أمام هذا العالم الفوضوي تحاويلين أن ترسمي لنا طريقاً قويا من أجل أن نحمل مشعل الفكر والابداع على أحسن وجه، وكانك تشيرين لنا ان الزمان لن يتوقف فقطار الكلمة أصبح سريعاً

أسرع من افكارنا واتجاهاتنا... سيدتي الراقية أم سيهام.. أيقونة

الحرف، ساحرة الشباب لقد حاولت عبثاً أن احتسب زمني بالكلمة القوية، وكان دائماً يعوزني الانتساب الحقيقي لزمنك ذلك أن الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح نجد فراغاً روحياً يعيدنا الى هذا الزمن الهش، حاولت كم من مرة أمر الى زمنك الجميل، وأعيد ترتيب أوراقي المنسية في ادراجي لأحكي لك الف حكاية من القلب لم تكتب بعد، حين أتذكرك أشعر بشموخ الكلمة، حينها أطمئن أن الابداع بخير... أردت أن أحكي لك حكاية بانني أشعر أن الكلمة في حضرتك، تزهر بأوسمة الأقحوان وشقائق النعمان في عز الربيع الذي ينحت من خدك لونهٌ الارجواني، ومن بسمتك اقحوانة تعانق الوادي على صدر حروفك ينبت العشب الندي ويستمر الربيع في العطاء..
سيدتي الحالمة أم سهام... للورد أحياناً عتاب... وعتابنا على أنفسنا أننا لم نتواصل مع جيلك الجميل بما فيه الكفاية من أجل حمل مشعل الابداع حتى لا ينقطع حب الواصل بين الزمن الجميل وزمننا هذا، الذي يسرف منا أجمل لحظات العمر ويجري بدون استئذان ولا حتى يمنحنا لحظة تأمل نراجع فيها افكارنا قبل الولوج في نشر الكلمة التي لا تعود وتشبه رصاصةٌ طائشة تصيب القلوب بوعكة فكرية عسى أن نشفى من جمرها...
إن شروق العمر يذهلني،  يبعثرني الى اشلاء من الضياع أبحث عن بزوغ الفجر ورغبتي في التغيير، يرغم الستارة التي تحوله إلى شرانق من حرير ترسم لي المستقبل وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من دروبي حرير، أنسج بها مستقبلنا بقوة حتى لا تضيع منا بوصلة الحنين، وأنت تمرين على عمر من الزمن ربما أثقل العمر؟ لكنه لم يوقف تلك الطاقة الهائلة في ابداعاتك،  
دعيني أدغدغ حواسي وأعيد تلك اللحظة الجميلة التي أكر متيني  بها في الملتقى الدولي للربيع البليدي للشعر، وأنا أنزل من المنصة بعد انتهائي من قراءة قصائد من القلب زرعتِ خطواتي بينك وبيني بأكاليل من الفرح نعم.. وبنور من الضياء الذي أضاء عتمة القلب، وأنا انزل الدرج أبحث عن طريق تجرني الى زاوية ما الملمُ فيها ما بعثرتني حروفي لعلي أستفيق من وهج الضياع.. كان هناك صوتي يدوي القاعة شعراً ونثراَ للبليدة التي احتضنتنا وجمعتنا على إيقاعات الحروف التي عزفت سمفونية الربيع.. وجدتك تنهضين من مكانك وتفتحين ذراعيك لاحتضاني بكل حب وابتسامتك الرائعة ترسم لي نوراً من الامل أن كلمتي اخترقت ذاك الفكر النير الجميل... كانت لحظة لن تنسى في حياتي...
شكراً على مرافقتي الى فضاء الحر والابداع.. فكانت الكلمة هي سيدة اللقاء.

البليدة 16 مارس 2017