طباعة هذه الصفحة

خلال ملتقى بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، غلام الله:

ترجمة القرآن إلى الأمازيغية سيعزز تماسك الوحدة الوطنية

شهدت قسنطينة، أمس، أجواء ثقافية متميزة، بمناسبة الاحتفالات المخلدة ليوم العلم الذي يصادف 16 أفريل، ذكرى رحيل رائد النهضة والإصلاح الشيخ «عبد الحميد بن باديس».
برمجت بهذه المناسبة عدة نشاطات ثقافية، بين ندوة فكرية وملتقى علمي ومعارض للكتب ومعرض للصناعة التقليدية.
احتضن مسرح قسنطينة الجهوي، ندوة حول «الفكر الإصلاحي والتربوي للإمام عبد الحميد بن باديس»، نظمتها «مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس»، قدمت من خلالها مداخلات للأستاذين: «محمد الهادي الحسني ومولود عويمر».
بالمناسبة، قال الدكتور عبد العزيز فيلالي، رئيس المؤسسة، إن مثل هذا اللقاء الفكري هو أقل ما يقدم لرائد النهضة الإصلاحية الجزائرية الحديثة الشيخ عبد الحميد بن باديس، فهو الذي أعطى مكانة مرموقة للتربية والإصلاح، وأكد أنه لا قيمة للتعليم إذا لم يوجه إلى الشباب، رجال المستقبل. لهذا تقرّب منهم واحتك بهم لنشر العلم وتلقين هذا الجيل تربية صحيحة قائمة على الدين والأخلاق الفاضلة.
من جهتها احتضنت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، ملتقى دوليا حول «جهود ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأمازيغية... الواقع والآفاق»، يشارك فيه وعلى مدار يومين كاملين، عديد الباحثين الجامعيين ببحوث قيّمة حول الموضوع.
يرتكز هذا الملتقى، الذي نظمته جامعة الأمير عبد القادر بالشراكة مع المجلس الأعلى للغة العربية والمجلس الإسلامي الأعلى والمحافظة السامية للغة الأمازيغية وكذا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، على أربعة محاور وهي: «ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية وقواعدها وحدودها وإشكالاتها، نماذج من جهود الأمازيغ في ترجمة معاني القرآن، نقد وتحليل نماذج ترجمة معاني القرآن إلى الأمازيغية، آفاق ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية».
وقال بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، «إن الأمازيغ تلقوا القرآن الكريم منذ 14 قرنا بقلوبهم وحفّظوه لأبنائهم عبر التاريخ وترجموه في سلوكهم، كما قاموا بتفسيره منذ القرن الأول الهجري. كما كتبوا الكثير حوله وهو الآن جزء من تراثنا»، داعيا في الأخير إلى ضرورة خلق الانسجام لتحقيق هذه الترجمة التي ستكون ـ كما أضاف ـ دافعا إلى تماسك الوحدة الوطنية، على اعتبار أن القرآن الكريم هو من وحّد بين كل الجزائريين.
كما تجدر الإشارة أيضا، أن معرضا للكتاب «ربيع سيرت» يحتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة. كما عرضت مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، كل إصداراتها ببهو مسرح قسنطينة الجهوي والتي تتطرق في مجملها إلى حياة وجهود العلامة عبد الحميد بن باديس في مجالات الإصلاح، التربية والتعليم.