كشف المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير النفايات كريم ومان، أن ثمّة تحركات جادة لتسيير أنجع واقتصادي للنفايات في الجزائر، تسبق التجسيد الفعلي للاستراتيجية الوطنية بعيدة المدى لتسيير النفايات، التي يتوقع أن تنتهي الدراسة الخاصة بها في آفاق 2018.
تبنّت الجزائر إستراتيجية وطنية لتسيير النفايات في آفاق سنة 2030، اقتناعا منها بحتمية خلق الثروة وخفض فاتورة الاستيراد من المواد الخام، إضافة إلى التقليص من النفايات التي توجه إلى مراكز الردم التقني والمحافظة على البيئة، بدءاً بنظام الجمع والفرز الاِنتقائي للنفايات من المصدر، ثم توجيهها حسب أنواعها لإعادة رسكلتها وتحويلها.
وأشار ومان لـ “الشعب”، على هامش ندوة صحفية بوهران، استعدادا لانطلاق الطبعة الأولى للصالون الدولي لتدوير ومعالجة النفايات، إلى أن إنتاج النفايات بالجزائر، يصل إلى 23 مليون طن من مختلف الأنواع والأصناف، 65% منها تنتج بالشمال الجزائري، أي ما يعادل 4% من مساحة الجزائر.
وذكر أن الاستثمار في مجال تدوير النفايات يشكل فرصة ذهبية لخلق مؤسسات في تسيير النفايات، باعتباره أحد المواد المستدامة لخلق الثروة ومناصب الشغل، ناهيك عن الفوائد البيئية والمالية الأخرى للإدارة الرشيدة للنفايات. كاشفا في هذا الإطار، عن اتفاقات أبرمتها الوكالة الوطنية للنفايات لمرافقة الشباب المستفيد من آليات الدعم.
إلى ذلك، لفت المسؤول إلى أن النفايات الناتجة عن الأنشطة المنزلية في الجزائر والتي تقدر كميتها بنحو 12 مليون طن سنويا، 32٪ منها عبارة على “مغلفات”، تناهز قيمتها المالية في السوق 38 مليار دج، وهو ما شجع على التوجّه للاستثمار في هذا المجال، يضيف، مؤكّدا على ضرورة تنظيم عملية تسيير النفايات وتعزيز القيمة الاقتصادية لعناصر ومكونات القمامة.
لهذا الغرض، تستعد الوكالة الوطنية للنفايات، المؤسسة ضمن المرسوم التنفيذي 02-175 المؤرخ في 20 ماي 2002 الخاص بتسيير النفايات تحت وصاية وزارة الموارد البيئية والبيئة، لتنظيم الطبعة الأولى للصالون الدولي لتدوير ومعالجة النفايات خلال الفترة الممتدة بين 24 و27 أفريل الجاري بمركز المؤتمرات “محمد بن أحمد” لوهران، بمشاركة نحو 50 مؤسسة مختصة من داخل الوطن وخارجه، على غرار فرنسا وأمريكا.
يهدف هذا الصالون، بحسب عمار محمد فؤاد ممثّل مؤسسة التنظيم والخدمات eventful، الجهة المكلفة بالتنظيم إلى توعية المقاولين والمواطنين بأهمية فرز النفايات وإعادة تدويرها، باعتبارها تتجاوز الفوائد البيئية إلى الحل الاقتصادي المتمثل في خلق فرص استثمارية ووظيفية وتوفير مواد خام لمختلف الصناعات، إضافة إلى تخفيض الضغط على مراكز الردم التقني.
سيتخلل الحدث عدة مداخلات، ينشطها خبراء محليون وأجانب حول عدة مواضيع ذات علاقة بإعادة تدوير النفايات الصناعية والتنمية الاقتصادية، قضايا إعادة تدوير المعادن الاستراتيجية والتنمية المستدامة، فكرة مصنع الإسمنت، كونها عنصرا أساسيا في تعزيز عمليات التثمين وحرق النفايات، بالإضافة إلى مواضيع تخص الانتعاش وإعادة تدوير النفايات الحديدية وغير الحديدية، وإعادة التدوير الحراري للنفايات الصناعية والتعريف بنظام الدعم لخدمة التقنيات والابتكارات في مجال الرسكلة، وفق نفس المصدر.