يبدو تفاعل الجزائريين مع الانتخابات التشريعية «فاترا»، بل «هادئا « بعيدا عن مستوى الحدث السياسي المألوف والهام الذي سيرسخ المسار الديمقراطي لمؤسسة دستورية تمثل صوت الشعب من خلال ممثلين يفترض أن يكونوا ترجمة لإرادته، ما يثير التساؤل حول هذا السلوك إذا ما كان يعكس نقص الاهتمام بما يجري أو هو استقالة من الحياة السياسية ؟.وهل الخطاب السياسي الحزبي لم يحرك المشاعر بالكيفية المطلوبة. هذه صورة قلما عشناها في أولى انطلاق الحملة الانتخابية سرعان ما تعتريها حركية ووتيرة أكبر لاحقا.
سجلت «الشعب» هذه الظاهرة بعدة بلديات بشرق العاصمة، حيث رصدت برودة في تعاطي المواطنين مع اللوحات الاشهارية التي حملت قوائم الأحزاب التي قررت خوض غمار التشريعيات المقبلة، فبالرغم من توقف البعض للاطلاع على أسماء الشخصيات المترشحة، إلا أن أغلب اللوحات طالها التخريب والتشويه والتمزيق، ومنها من بقيت لحد الساعة فارغة فكانت مساحة عبر من خلالها المواطنون لاسيما من الشباب عن بعض مطالبهم من خلال الكتابة عليها «نريد السكن، العمل، النقل، الغاز والماء»، في ترجمة واضحة بضرورة تخندق نواب البرلمان المقبل في نقل انشغالات المواطنين والالتزام بتنفيذ الوعود.
من جهة أخرى، عرفت ملصقات القوائم الانتخابية لبعض المترشحين إخفاء وجوههم لاسيما عند العنصر النسوي، ما يطرح التساؤل عن مدى جدية المرشحات اللواتي قررن دخول المعترك الانتخابي وهن لا يستطعن ولا يقبلن حتى أن يتعرف عليهن المواطن والاحتكاك بهم، وهي سابقة لم تكن معروفة من قبل ولم نجد لها تفسيرا، وهي الظاهرة التي عرفت انتقادا كبيرا من رواد مواقع وسائل التواصل الاجتماعي لاسيما على الفيسبوك معلقين حولها أن المترشحات المعنيات» يردن الحصانة والراتب على حساب انشغالات المواطن.
رغم تخصيص البلديات للوحات إشهارية خاصة بملصقات قوائم الأحزاب إلا أنه يسجل في كل مرة اللصق العشوائي لهذه القوائم على الحيطان ومختلف واجهات المحلات ولم تسلم من ذلك حتى حاويات النفايات، فالضرورة تبيح المحظورة والغاية تبرر الوسيلة.
في المقابل تواصل البلديات عمليات التحضير لهذا الموعد الانتخابي من خلال تنظيم ملتقيات تكوينية للمؤطرين الذين سيسهرون على تسيير العملية، ومن ذلك بلدية باب الزوار التي بدأت بتوزيع استدعاءات أداء اليمين استعدادا للملتقى التأطيري الذي سينعقد يوم السبت 15 أفريل الجاري بهدف تلقينهم، وتذكيرهم بمتلف إجراءات تسيير العملية على مستوى مراكز ومكاتب الاقتراع ابتداء من الانتخاب إلى فرز الأصوات وتسليم المحاضر.
وتوقفنا عند بلدية الزوار لم يأت بمحل الصدفة بل عن اختيار مسبق كونها عرفت العديد من عمليات الترحيل في وقت سابق، حيث وصلت الهيئة الناخبة فيها إلى 50239 ناخبا، فيما تم شطب 1078 شخصا بسبب تغيير مقر الإقامة، الوفاة أو نتيجة التسجيل المزدوج، كما حرصت على تسخير 926 مؤطرا لتسيير 13 مركزا و 123 مكتبا.