قال كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول للاستشراف والإحصاء بشير مصيطفى، الأثنين الماضي، من البليدة، إن الجزائر جربت منذ الاستقلال نموذجين اثنين للنمو هما نموذج الصناعات المصنعة «دبرنيس» ونموذج اقتصاد السوق المبني على المحروقات، دون أن تتمكن من تغطية الطلب الداخلي بالشكل الملائم لتطور السكان أو تحقيق ميزة «تنوع الاقتصاد».
أضاف مصيطفى، في محاضرة بالمعهد المتخصص في التكوين المهني لولاية البليدة، أن للجزائر إمكانات جد هامة في مجال النمو السريع في مستوى 7 من المائة سنويا واستغلالها يتطلب رؤية استراتيجية وحلولا تقنية مبنية على المعرفة. وتوقع أن يؤول نموذج النمو الثالث، الذي عرض على الرأي في نفس اليوم (الاثنين)، إلى حشد الموارد البشرية اللازمة من أجل ضبط الاقتصاد على نحو جديد، بشرط أن تستكمل الحكومة البطاقات الفنية لحفز القطاعات الراكدة وعددها 11 قطاعا وأن تتبع أسلوب اليقظة الاستراتيجية في استخدام مفاتيح النمو السريع وعددها 06 مفاتيح هي: المعرفة من خلال التعليم والتدريب، المؤسسة، البحث والإنتاج، الابتكار، الاستشراف وأخيرا تكنولوجيا المعلومات والاتصال المؤسساتي.
في موضوع التعليم والموارد البشرية والتدريب، أشار مصيطفى إلى مخزون الجزائر من الباحثين والعلماء في مستوى 16 ألف باحث وعالم، منهم 6 آلاف يقيمون بالخارج، إضافة إلى مليون ونصف المليون من الجامعيين المؤهلين للتحول إلى رأسمال بشري حقيقي، الشيء الذي يؤهل الجزائر لتحقيق الإقلاع والصعود وفق الشروط الفنية المطلوبة.
من جانب آخر، شرح مصيطفى أمام متربصي التكوين المهني في البليدة، فكرة «التكوين والتعليم المهني الذكي» وهي فكرة مبنية على مهن المستقبل وأجيال المهن المتكيفة مع التطور التكنولوجي والرقمنة واتساع المعلومات، حيث من المتوقع عالميا أن تنشأ تخصصات مهنية جديدة وتختفي مهن كثيرة لازالت تعلم إلى اليوم في بلادنا، ما يعني اختفاء الوظائف وأسواق التشغيل المبنية على المهن التي ستختفي لصالح أسواق التشغيل الناشئة؛ فرضية تدعو السلطات إلى اتباع أسلوب اليقظة.