طباعة هذه الصفحة

في يومها الثالث... انطلاقة هادئة للحملة الانتخابية

الأحـــزاب أمــام تحدي إقناع المواطنـين

حياة. ك

12591  مترشح في السباق نحو البرلمان

انطلاقة هادئة شهدتها الحملة الانتخابية في يومها الثالث، ينتظر أن تعرف وتيرة أسرع في الأيام المقبلة. كلما تقلصت المدة المحددة للأحزاب المتسابقة على قصر زيغوت يوسف، غير أن التحدي الأساسي الذي يتعين عليهم رفعه، يتمثل في كيفية إقناع المواطنين أولا بالانتخاب وثانيا بالبرنامج الحزبي.
ما لا يقل عن 12591 مترشح دخلوا هذا السباق للفوز بـ462 مقعد في الغرفة السفلى للبرلمان، يتعين عليهم التحلي بـ “الكرزمة” التي تليق بممثل الشعب، والخطاب الذي يصل إلى العقول، ما يجعلهم على موعد محدد في الزمان والمكان، لإقناع الهيئة الناخبة بالبرامج واستقطاب أصواتها.
وعلى قادة الأحزاب أن يعملوا جاهدين لتحريك ما يسمى “الكتلة الصامتة”، المستقيلة عن العمل السياسي من خلال شرح البرامج واقتراح الحلول وتقديم الوعود القابلة للتجسيد للناخبين وتفادي الكلام المعسول والنرجسية، والادعاء بامتلاك “العصا السحرية” لحل المشاكل المطروحة، لأن المواطنين قد ملّوا مثل هذه الخطابات التي “تنفّر” وتفقد العملية الانتخابية مصداقيتها.
أمام المترشحين 21 يوما فقط، لتقديم البرامج والمقترحات. وقد وضعت في متناولهم مختلف وسائل الإعلام والاتصال مرئية، مسموعة ومكتوبة، بالإضافة إلى تخصيص قاعات لتنظيم التجمعات الشعبية والالتقاء بالمواطنين في مختلف مناطق الوطن.
وقد انخرطت وسائل الإعلام بقوة وفعالية واحترافية في هذا المسعى، لإنجاح هذا الموعد الانتخابي، خاصة في ظل الوضع الأمني الإقليمي، والأزمات التي تهدد البلاد على حدودها الشرقية والجنوبية.
والملاحظ في هذه الحملة، تخصيص حصة “برامج”، التي تبثها القناة الثالثة للتلفزيون الجزائري، حيث تدار بطريقة مغايرة تماما عن الحملات حول التشريعيات السابقة، حيث كان المترشحون يستغلون الوقت المخصص لتقديم برامج، “الواحد تلو الآخر”، يعرضون من خلالها مقترحات وحلولا لانشغالات المواطنين المطروحة، خاصة تلك التي تحتل الأولوية لديهم، منها ما يتعلق بالتنمية المحلية.
هذه المرة غير التلفزيون الجزائري من الديكور ومن طريقة إدارة الحملة الانتخابية التي تحتضنها البلاطوهات، حيث عمد معدو الحصة إلى جمع 4 مرشحين لأحزاب من مختلف التيارات وطنية، إسلامية، وديمقراطية، في وقت واحد، حول طاولة واحدة، وقد وزعت عليهم مدة التدخل مناصفة، باستخدام جهاز قياس يحدد مدة تدخل كل مترشح.
كما عمدت القنوات الإذاعية الوطنية إلى تخصيص حصص للمترشحين، لتقديم برامج أحزابهم في هذه الحملة الانتخابية، منها حصة “إقنعني في 5 دقائق”، حيث يقوم المترشح باستغلال هذه المدة الزمنية لعرض مقترحاته على المواطنين، ومحاولة استمالة الناخبين للتصويت على القائمة التي ترشح فيها.
وقد جندت وسائل الإعلام المكتوبة كذلك، لضمان التغطية الإعلامية لمختلف نشاطات الأحزاب المتعلقة بالحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي المقبلة، على أن تكون على أساس المساواة في هذا الحق الإعلامي بين كل المترشحين.