برامج تكوين لمسايرة القوات البرية التطور التكنولوجي
حظيت وسائل الإعلام الوطنية وفي مقدمتها «الشعب» بزيارة موجهة لمختلف الورشات والمخابر التكوينية للمدرسة العليا للمشاة الشهيد جلول عبيدات بشرشال، أمس، تزامنا والذكرى 24 لتأسيس الصرح العسكري الذي خرج كفاءات وسهر على تكوين موارد بشرية تمثل الحلقة المفصلية في تطور وعصرنة الجيش.
تندرج الزيارة ضمن سياق المخطط الوطني للاتصال لقيادة القوات البرية للتعريف بمسار التكوين وجعله عينة في تأهيل المورد البشري محرك التطور تحرص عليه القيادة العليا للجيش لمواجهة التحديات الراهنة بمختلف أشكالها.وهي مواجهة تفرض الجاهزية والرؤية الاستشرافية التي ترصد تطورات الأحداث والأخطار والرد عليها بالكيفية والاقتدار قبل وقوعها.
قائد المدرسة العميد ريح جيلالي أشار في معرض تقديمه للمدرسة إلى أنّ سلاح المشاة يعتبر أهم ركيزة تعتمد عليها الحروب ومن ثمّ فقد اعتمد بالمدرسة العليا للمشاة نظام تدريبي متكامل بدلا من التقليدي الذي كان سائدا من قبل وهو يهدف إلى تنمية القدرات والمهارات الفنية والسلوكية للطلبة، مؤكدا على أن الانتقال من جزئية إلى أخرى في التكوين والتدريب لا يتم بصفة آلية ودون التأكّد من إتقان الجزء السابق.
وقدمت لممثلي وسائل الإعلام الوطنية شروح مفصلة حول أجنحة عرض أسلحة القتال التي تعتمد عليها المدرسة في تكويناتها بدءا من القاذفات وانتهاء بأجنحة الإشارة والاتصالات والعيادة المتنقلة المجهزة بالتقنيات الحديثة التي قد تفتقد إليها بعض المؤسسات الاستشفائية ومرورا بمختلف العربات المدرعة منها والمجنزرة والمدولبة.
طاف أفراد وسائل الإعلام أيضا بورشات التكوين في مختلف التخصصات العسكرية المرتبطة بسلاح المشاة بمعية مخابر أخرى تعنى بالإعلام الآلي واللغة الانجليزية بحيث قال القائمون على الزيارة أنّ خريج المدرسة يجب أن يكون ملما بالجوانب التي تجعل منه شخصية عسكرية متكاملة من حيث المهارات التكتيكية والعلمية واللغوية والسلوكية. لفت انتباهنا تحكّم الطلبة المتربصين بالمدرسة بالآليات العسكرية والأسلحة التابعة للمشاة بالشكل الذي يترجم كونهم حاصلين على مستوى عال من التكوين. برز ذلك جليا لنا خلال استعراض الرياضات القتالية الذي نفذه مجموعة من الطلبة المتربصين هناك وكذا عملية اقتحام بيت مشبوه كانت تتواجد به مجموعة معادية تمكن أفراد الفرقة المهاجمة من السيطرة على الوضع والقضاء على أفراد العدو مع أسر عدد آخر دون تكبّد آية خسائر بشرية تذكر.
في السياق ذاته فقد أبرز الطلبة المتربصون بالمدرسة قدرات عالية في التحكم تحديد موقع العدو والرمي عن طريق المحاكاة قبل المرور إلى مرحلة التطبيق الميداني وهي المنهجية التي اعتمدتها المدرسة للتمكن من تنفيذ البرامج التدريبية بصفة دقيقة وفعالة بحيث أبدى مجمل المتربصين هناك قدرات عالية في التحكم في أنظمة الاعلام الآلي وجزئيات مختلف الأسلحة المتداولة، الأمر الذي يبرز بوضوح مدى مسايرة القوات البرية للتطور التكنولوجي الحاصل في العالم.
المدرسة العليا للمشاة تأسست بموجب مرسوم رئاسي في 10 أفريل 1993 باسم المدرسة التطبيقية للمشاة. تحولت إلى قطب رئيسي للتكوين في سلاح المشاة وتمت تسميتها باسم الشهيد جلول عبيدات في نوفمبر 2015، قبل أن تأخذ إسم المدرسة العليا للمشاة في جوان 2016 وهي تضطلع حاليا بتكوين الضباط العالمين وضباط الاحتياط وضباط الصف العالمين والمتعاقدين في مختلف الدورات والتخصصات التابعة لسلاح المشاة.