ينتظر أن يصل الجزائر هذا الأسبوع وفد من ملتقى المثقفين المقدسي برئاسة د - طلال أبو عفيفة رئيس الملتقى، لتكريم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بعد اختياره شخصية العام الثقافية لـ 2017 خلال مهرجان زهرة المدائن العاشر للإبداع الثقافي من أجل القدس. وكان ميهوبي قد أكّد في مكالمة هاتفية للمهرجان الأربعاء المنصرم على موقف الجزائر الثابت الداعم لقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
حضر الحفل الذي احتضنته جامعة القدس، ونقلت فعالياته مواقع إخبارية فلسطينية، شخصيات سياسية وثقافية منها وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني والشاعر عبد الناصر صالح وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية وأسعد القادري رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الجزائرية.
وخاطب عز الدين ميهوبي الحاضرين في المهرجان بمكالمة هاتفية من الجزائر، أكّد فيها على “دعم الجزائر المطلق لفلسطين وشعبها حتى بلوغ الاستقلال التام وتحرير كامل التراب الفلسطيني”، مشيدا “بالمؤسسات الفلسطينية التي تتبنّى على عاتقها البحث عمّا يعزز الهوية الفلسطينية في العالم العربي وتكريمه، ما يشكّل حافزا ودافعا لأبناء الوطن العربي في التمسك بفلسطين عربية طال الزمان أم قصر”.
ومن جانبه، ثمّن وزير شؤون القدس المحافظ الحسيني في محادثته الهاتفية مع نظيره الجزائري الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الروابط المشتركة بين الشعبين والقائمة على الشهداء والتضحيات من أجل الحرية، داعيا أبناء الأمة العربية إلى مواصلة العمل من أجل القدس، حسبما نقلته وكالة “معا” الإخبارية الفلسطينية.
فيما عبّر عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن امتنانه للموقف الجزائري الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، كما نوّه بأبعاد “الأفكار التي زرعتها الثورة الجزائرية العملاقة في عقول الفلسطينيين ورسمت لنا معالم طريق النصر والحرية بريشة كان حبرها الدم والنار والنور لنسير فيها ونحمل الراية ونسلمها لمن بعدنا من قيادات المستقبل الواعد لا محالة”.
وقال الدكتور طلال ابو عفيفة رئيس الملتقى إنّ تنظيم مثل هذه التظاهرات نابع من الوفاء لمن كان له دور في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية، ما يعزّز ذاكرة الأجيال الصاعدة وتهيئتها لمواجهة محاولات الاحتلال الاسرائيلي السيطرة على المدينة المقدسة، وأعرب عن أمله في أن تبقى القدس موضع اهتمام وقلق لجميع أبناء الأمة العربية والإسلامية.
كما شهد الحفل تقديم جوائز للإبداعات الثقافية في مختلف المجالات من الأدب والسينما إلى الفنون التشكيلية وفنون العرض.
وكان ملتقى المثقّفين المقدسي بفلسطين، مطلع شهر فيفري الفارط، قد اختار وزير الثقافة عز الدين ميهوبي شخصية العام الثقافية 2017 “تقديرا لدوره في دعم الثقافة والمثقفين في العالم العربي، ونظرًا للدور الثقافي المتميز لجزائر الأحرار ودعمها المتواصل للقضية الفلسطينية”.
للإشارة، فقد تأسّس ملتقى المثقفين المقدسي في نهاية عام 2002 في مدينة القدس من قبل عدد من المثقفين المقدسيين الشباب، ويضم الملتقى حالياً عددا كبيرا من المثقفين المقدسيين، ومن كافة المحافظات الفلسطينية والعالم العربي.
ويرى الملتقى بأنّ حماية ورعاية التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس، ودعم وتشجيع المبدعين الفلسطينيين محلياً وعربياً ودولياً، من العوامل التي ستؤدّي إلى تعزيز المحتوى الوطني والديمقراطي في الثقافة الفلسطينية وتعميق الارتباط بالأرض وما يحتويه من تراث ومشهد حضاري، وتقوية الشخصية الوطنية في سبيل الصمود ودحر الاحتلال ومواجهة الثقافات المعادية والمتطرّفة.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز العلاقات الثقافية مع المؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية في الوطن العربي، بما يؤكّد الانتماء للامة العربية ودعم كل أواصر الوحدة الثقافية العربية والعمل الثقافي العربي المشترك.
كما يهدف إلى حماية ورعاية التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس التي تزخر بالمقدسات الإسلامية والمسيحية والمواقع الأثرية والتراثية، وهي المسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 1982.