تخفيضات للطلبة والأطفال لاكتشاف جمال الصحراء والمعالم الأثرية
تونس، مصر وتركيا ... وجهات مفضلة للجزائريين
تسعى السلطات الولائية لمدينة عنابة التعريف بالمكنونات الطبيعية والتاريخية والتراثية التي تزخر بها بونة تعزيزا للسياحة الداخلية، اعتمادا على الشراكة مع المتعاملين من داخل وخارج الوطن. في هذا الاطار، نظم الصالون الدولي للسياحة بهدف ترقية الاستثمار في هذا القطاع الاستراتيجي الذي يعول عليه في تحريك التنمية المحلية بصفته البديل الامثل لخلق الثروة الدائمة والتشغيل بدل الاتكال المفرط على المحروقات وما تحمل من مخاطر نتيجة تراجع الاسعار في سوق دولية غير مستقرة.
شهد الصالون الدولي للسياحة الذي احتضنته عنابة لأول مرة، إقبالا كبيرا للزوار، للوقوف على مختلف المقاصد والعروض السياحية المتوفرة لموسم الاصطياف، سواء داخل الجزائر أو خارجها، من خلال الدول المشاركة على غرار تونس، مصر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق وتركيا.. وفرضت الوكالات الجزائرية نفسها من خلال الترويج لمقاصد سياحية في داخل الوطن، جديرة بالعناية والاهتمام. التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب».
عروض خاصة بالعمرة ورحلات نحو بريطانيا
شاركت الجزائر في الصالون بعدد من الوكالات السياحية بعنابة، منها وكالة «جيزال»، «يوبي للسياحة»، «ديدة للأسفار» ووكالة «كامي سفر» التي قدمت عروضا خاصة بالعمرة، أما وكالة «ربيع أسفار» من الجزائر فقد أغوت زبائنها من الشباب برحلات نحو بريطانيا بأسعار منخفضة.
من جهتها، مؤسسة «التسيير السياحي» بعنابة سعت للكشف عن مشاريع المجسمات التمثيلية لإعادة تهيئة فندقي «سيبوس الدولي» و»المنتزه»، حيث قامت بعرض المخططات الجديدة للفنادق، والتي ستشهد إعادة تهيئة شاملة، بعد نهاية موسم الاصطياف 2017 وبمواصفات عالمية.
كشفت شركات أخرى عن مغزى المشاركة في الصالون الذي تراه وجهة للترويج السياحي والتعريف بالخدمات التي تعرضها للزوار.
رحلات داخلية وخارجية تنظمها وكالة الزعاطشة
في هذا الإطار، قال «معطي بناني مراد» مدير عام وكالة «زعاطشة للسياحة والسفر» لـ «الشعب» ان مشاركته بعنابة مهمة، على اعتبار أنها مدينة لها تاريخ، وتتمتع بمقومات طبيعية وتراثية هائلة، مؤكدا على الدور الذي يمكن أن تلعبه «وكالة الزعاطشة» في تنمية السياحة بولاية عنابة، وقال «نطمح أيضا أن يكون لنا زبائن من هذه المدينة».
أضاف بناني أن وكالة الزعاطشة تعمل منذ 2002، وهي تنظم رحلات داخلية وخارجية، وعلى وجه الخصوص الرحلات الخاصة بالحج والعمرة، أو نحو الصحراء الجزائرية قائلا لنا: «إن الوكالة تعمل على تجسيد الثقة مع الزبون باستقطابها ما يقارب 30 ألف شخص سنويا، مؤكدا أن وجهة الزبون بعد المقصد الوطني، تونس، باعتبارها الأقرب إلى الجزائر وتربطها علاقات تعاون معها.
أشار بناني إلى أن الوكالة تقدم أسعارا تنافسية، وذلك بعد إجراء دراسة للسوق الجزائرية، ومعرفة الطبقة التي يمكن التعامل معها، قائلا بأنها الطبقة المتوسطة، حيث توفر لها برامج خاصة بالجودة والسعر، وأكد معطي بأن وكالة «الزعاطشة» ستقدم هذه السنة مفاجأة لزبائنها وللسوق الجزائرية.
تخفيضات للطلبة والأطفال
من جهته، كشف ممثل «الديوان الوطني الجزائري للسياحة»، عن دور المؤسسة في الترويج للمنتوج الوطني، مشيرا إلى اعتماد تخفيضات لبعض المنتجات السياحية التي شارك بها الديوان في هذا الصالون، والموجهة على وجه الخصوص للطلبة، إلى جانب رحلات خاصة بالأطفال.
وذكر ممثل الديوان بتنظيم أيضا رحلات نحو مختلف الحمامات المعدنية، فضلا عن خرجات استكشافية إلى مدينة «طنقة» بالقالة، مرتفع سرايدي وسطيف.. مؤكدا على أن هناك منتوجات أخرى قاموا بالترويج لها على غرار المناطق الصحراوية كجانت، تيميمون، تمنراست وبسكرة..
كما كشفت ممثلة وكالة «ديدة للسياحة والأسفار عنابة» عن أهمية الصالون الذي يعتبر فرصة للتعرف على الوكالات السياحية لدول أخرى على غرار دبي، تركيا، تونس والمغرب، مشيرة إلى رغبتهم في تجسيد شراكات فيما بينهم وخلق تعاون متواصل للنهوض بالسياحة أكثر في الجزائر.
تعزيز العلاقات بين «سما تورز» والشركات الجزائرية
من جهته، ماجد فرح مدير عام لشركة «سما تورز» بدبي، أكد على أن تواجدهم بصالون عنابة بهدف تعزيز العلاقات بين شركة «سما تورز» والشركات الأخرى الجزائرية، قائلا بأنهم لا يتعاملون مباشرة مع الزبائن، وإنما مع الشركات بعقود وتعاون مشترك، ولذا فإن تواجدهم يهدف إلى ربط علاقات وتجسيد التعاون مع مختلف الشركات المتواجدة بالجزائر وبعنابة على وجه الخصوص.
شركات أجنبية في الواجهة
على صعيد آخر، كشفت المؤسسات التونسية الحاضرة بقوة في الصالون عن عروض مغزية تنافس بها كبريات الشركات. ظهر هذا من خلال «قرطاج لاند»، و»باخرة القراصنة»، فضلا عن الفنادق المشاركة كإقامة مهري ودار إسماعيل، إضافة إلى الديوان الوطني التونسي للسياحة والمنشآت السياحية الخاصة بطبرقة. كان القنصل التونسي عبد الرزاق المتلوثي، قد أكد على المشاركة القوية لبلاده في الصالون الدولي للسياحة بعنابة والمتكونة من 65 عضوا، كاشفا عن تجسيد عدة اتفاقيات للترويج السياحي في كلتا الاتجاهين..
تبادل دائم بين الجزائر وتونس في المجال السياحي
في هذا الصدد، أشاد «فتحي مراد» مدير تجاري لوكالة «أمواج السياحة والأسفار لتونس» بهذه المبادرة، قائلا أن هذه التظاهرة ناجحة كبداية أولى في هذه الولاية السياحية، مشيرا إلى أنهم يمثلون جناح تونس والذي يشمل فنادق ووكالات الأسفار.
قال فتحي مراد أن المشاركة ببونة تصب في اقامة التعاون مع المؤسسات الجزائرية في هذا المجال معرفا بامكانيات وتجارب استقطبت السياح، مضيفا بأنهم يقدمون خدمات في المستوى المطلوب وتسهيلات يوّفرونها للسياح على مدار السنة، من خلال التعاون مع الوكالات السياحية المتواجدة بالجزائر أو مع المؤسسات أو العائلات الجزائرية التي تستفيد من امتيازات، على غرار التخفيضات التي تصل إلى 20 أو 25 في المائة لموسم الاصطياف.
أضاف مراد بأن هناك تبادل دائم بين البلدين في المجال السياحي، والهدف من مشاركتهم هو العمل طيلة السنة وفي مختلف المواسم، لا سيما العطل المدرسية، واستغلالها بما يتناسب مع السياح الجزائريين، قائلا بأنهم يعتمدون أيضا على السياحة الاستشفائية، والثقافية، على اعتبار أن الجزائريين ـ بحسبه ـ يتواجدون بتونس على مدار السنة، حيث يستغلون المعالم الأثرية والثقافية والترفيهية المتواجدة على الشريط الساحلي التونسي، معتبرا ذلك نجاحا للسياحة في هذا البلد.
أكثر من 50 برنامجا سياحيا
أما «تامر الأبيض» مدير شركة «سكراموش» للسياحة في مصر فقد أكد على تعامل شركته مع السوق الجزائرية منذ تأسيسها، مشيرا إلى أنها متواجدة منذ 25 سنة، حيث يسجلون كل سنة تزايدا كبيرا للسياح الجزائريين، مضيفا أن السنة الماضية شهدت إقبالا كبيرا للسياح من ولاية عنابة، وهو ما شجعهم أكثر على المشاركة في الصالون الدولي الأول بهذه المدينة.
قال بأنه فرصة لإبراز المنتج المصري، حيث نوّه في سياق كلامه بمشاركتهم الايجابية في المعرض الدولي للسياحة الذي تم تنظيمه السنة الماضية بالجزائر العاصمة، أين تم تسجيل حوالي مليون ونصف سائح جزائري، مشيرا إلى أنه عدد كبير ولم يكن متوقع، وقال بأنهم ينتظرون توافدا كبيرا للجزائريين هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية. أضاف بأن لديهم مقابلات مع بعض الشركات الجزائرية لتعريفهم بمنتجهم الجديد، مشيرا إلى أن في حوزتهم أكثر من 50 برنامجا سياحيا، وسيتدارسون ما يتناسب مع السوق الجزائرية.
الأكوابارك مطلب العائلات الجزائرية
تامر الأبيض أكد بأن لديهم حجوزات منذ أكثر من شهرين لموسم الاصطياف نحو شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، مشيرا إلى أنهم خصصوا فنادق جديدة للشعب الجزائري والمتضمنة «الأكوابارك»، قائلا بأن هذه الفنادق هي الأكثر طلبا من قبل العائلات الجزائرية.
كشف مدير الشركة بأن هناك تسهيلات قدمتها الحكومة المصرية للجزائريين، ومنها صدور التأشيرة في 03 أيام وفي الأيام العادية في 24 ساعة فقط، مؤكدا بأن أوامر صدرت من وزارتي الداخلية والخارجية يضمنان تسهيلات للشعب الجزائري على وجه الخصوص، حيث يقومون بعمل «خطاب ضمان» من الشركة المصرية وإرساله إلى السفارة وخلال 24 ساعة أو 03 أيام على أقصى تقدير يتم تجهيز التأشيرة.
تمنى تامر الأبيض تشجيع الاستثمار السياحي، على اعتبار أن هناك قرى سياحية بمصر، قائلا بأنهم تحدثوا مع بعض المعنيين في هذا المجال على أمل تجسيد ذلك على أرض الواقع.