قال بشير مصيطفى الوزير الأسبق للاستشراف والإحصاء، في أعمال الملتقى الدولي الأول حول سيرة ونسب الشيخ سيدي محمد السايح، الذي نظمته المؤسسة الخيرية والتضامنية التي تحمل اسمه، بمشاركة وطنية وإفريقية واختتم، السبت الماضي، ببلدية عمر في الولاية المنتدبة تقرت، قال إن الجيل الحالي والجيل القادم من الشباب ينتظر من مثل هذه الهيئات المهمة في المجتمع تطوير أدائها لمسايرة مشكلات العصر، خاصة مع ظهور الإشارات الأولى للتفكك التربوي والديني والروحي في كثير من الدول الإسلامية، بداية القرن الحالي، والتي من المنتظر أن تتطور هذه الإشارات خلال ما تبقى من الثلث الأول من هذا القرن.
وأضاف مصيطفى، في مداخلة بعنوان: «تطبيقات اليقظة الإستراتيجية في المجال الروحي والديني بالجزائر وإفريقيا»، أن القرن القادم سيكون قرن الفكرة الثقافية بمختلف أبعادها، بما في ذلك الأديان والمعتقدات. ومن المنتظر أن يتقدم العامل الديني كمتغير فاعل في رسم الخارطة الثقافية للشعوب، مستفيدا في ذلك من تقدم الرقمنة وأداء التواصل الاجتماعي، خاصة مع تنامي نفوذ اليمين والأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوربا وتنامي التطرف الديني عبر العالم.
ولمواكبة موعد القرن القادم، دعا مصيطفى القائمين على الزوايا والطرق الصوفية في الجزائر وعموم إفريقيا، إلى الاستثمار في إشارات المستقبل، مع حماية الموروث المادي واللاّمادي لهذه الطرق من خلال إدماجها في منظومة «اليقظة الإستراتيجية» من ثلاثة جوانب، هي: إحصاء ورقمنة التراث الروحي، تحليل التراث الروحي والمشاركة في تصميم السياسات المناسبة لحمايته من التفكيك من جهة ولتأمين التماسك الديني والمرجعية المذهبية للسكان.
في هذا الإطار، دعا مصيطفى الطرق الصوفية النشطة بالجزائر وعددها ثلاثون طريقة تتبعها آلاف الزوايا، إلى إطلاق «خلايا اليقظة الروحية» ضمن هياكلها، تتكفل بتطبيقات اليقظة الإستراتيجية على الحياة الروحية للسكان عبر كل الولايات وذلك من أجل تحرير هذه الزوايا من الشوائب التي لحقت بها، ثم تنقية الموروث الديني من البدع التي أثرت في فعاليته ضمن النسيج الثقافي العام، وأخيرا إعادة مد الجسور مع الجيل الجديد من الشباب، الذي سيكون بدوره ساحة تجارب جديدة فيما له علاقة بموازين القوى في العالم.