دق أطباء مختصون ناقوس الخطر بسبب غياب التشخيص المبكر للأطفال المصابين باضطراب التوحد في الجزائر واكتشاف أغلبية الإصابات في مرحلة متأخرة، مؤكدين أن نقص الوعي لدى الأولياء بالأعراض التي تصاحب التوحد تجعل العناية والتكفل صعبا والنتائج غير مرضية، كاشفين أن 75 من المائة من المصابين بالتوحد يعانون تأخرا عقليا.
دعا المتدخلون خلال ندوة نظمت تحت رعاية وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، إلى ضرورة وضع مخطط وطني للتكفل بالمصابين باضطراب التوحد بهدف التوصل إلى معرفة العدد الحقيقي للمرضى على المستوى الوطني، ومد جسور تواصل وعمل بالتنسيق بين مهنيي الصحة والوزارات المعنية، كوزارة التضامن، الصحة والتربية، بالإضافة إلى أهمية التعاون بين القطاعين الخاص والعام وتكوين الأطباء النفسانيين والمختصين تكوينا جيدا لتوفير أفضل عناية لهذه الفئة.
من جهته أكد المختص في طب الأطفال الدكتور عبد الكريم حوبي، أن التكفل بالمصابين باضطراب طيف التوحد، يتطلب بذل مجهودات كبيرة من قبل جميع مهنيي الصحة من أطباء نفسانيين ومختصين في طب الأطفال والأمراض العقلية، بالإضافة إلى الأولياء الذين يلعبون دورا كبيرا في العناية بحالة أطفالهم، موضحا أنه كلما تم اكتشاف أعراض التوحد مبكرا، كان الأمل كبيرا في تحقيق نتائج جيدة.
وأوضح الدكتور حوبي في ذات السياق، إن اكتشاف علامات الإصابة من المستحسن أن تكون خلال 18 شهرا الأولى لضمان أحسن تكفل بالمصابين، مشيرا إلى بعض العلامات التي تصاحب هذا الاضطراب، من بينها تسجيل تأخر في كلام الطفل وأعراض أخرى كصدور سلوك مختلف وغريب من قبل الطفل وعدم الاستجابة لنداءات الأم باسمه وغياب اتصال بينهما.
كما كشف الدكتور حوبي، عن تكفل الروضة الوحيدة المخصصة للمصابين بالتوحد بالشراقة بأكثر من 30 طفلا، موضحا أن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة الفريدة من نوعها في الجزائر، يكمن في إدماج الأطفال الذين يعانون من هذا اضطراب في مدراس عادية وتهيئتهم نفسيا وجسديا للذهاب إلى المدرسة.
من جهتها أكدت الدكتورة بوهاليلة، أن 75 من المائة من المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون من تأخر عقلي نتيجة عدم اكتشاف الأعراض التي تدل على الإصابة، داعية إلى ضرورة تحسيس الأولياء بأهمية التحلي بالوعي ومعرفة جميع العلامات المصاحبة لهذا الاضطراب.