اختتمت، أمس، في جنيف جولة مفاوضات السلام حول سوريا دون إحراز تقدم ملموس، وتزامن ذلك مع الموقف الامريكي الذي صبّ في صالح النظام السوري وعزز فرص بقائه. حيث أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن واشنطن لم تعد تركز على إسقاط رئيس النظام السوري، بشار الأسد، و كلّ ما يهمها هو إيجاد سبل لإنهاء الحرب في سوريا، وقد ازعج هذا الموقف الصريح والواضح المعارضة السورية، التي راهنت على السلاح لاسقاط الاسد لكنها منيت بهزيمة كبرى وجل ما تمكنت من تحقيقه هو الزج ببلاد الشام في أتون حرب اهلية مدمّرة. صرحت هيلي للصحافيين قائلة: “يختار المرء المعركة التي يريد خوضها.. وعندما ننظر إلى هذا الأمر نجد أنه يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الأسد” من السلطة.
هذه الهزيمة السياسية للمعارضة السورية التي سهرت على تدمير سوريا وهي مقيمة في أفخم الفنادق العالمية، تضاف الى هزائمها العسكرية المتتالية، إذ استعاد الجيش السوري السيطرة على غالبية المناطق التي خسرها في محافظة حماة .
من ناحية ثانية، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من موجات نزوح وتهجير قسري جديدة في سوريا، ووصف الشهر الماضي بأنه الأسوأ بالنسبة للمدنيين السوريين. يأتي ذلك بينما تجاوز عدد اللاجئين الفارين من الحرب السورية إلى دول الجوار حاجز الخمسة ملايين، بحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
هذه الارقام صدرت خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، أمس والتي أعلنت خلالها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تجاوز عدد اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم التي دخلت عامها السابع خمسة ملايين شخص، في ما وُصف بأكبر أزمة للاجئين في العالم.
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنه يتعين على الدول من خارج الشرق الأوسط استقبال المزيد من السوريين، في إطار برامج إعادة توطين طويل الأجل، كما حث الدول على توفير المزيد من الخيارات القانونية للسماح للسوريين بدخول بلدانهم.