أعطى المخرج المسرحي زياني شريف عياد، قراءة لواقع المسرح الجزائري، وأوضح من خلال المنتدى الثقافي في طبعته الأولى لقصر الثقافة والفنون بسكيكدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح “أن العروض المسرحية خلال الثمانينيات كان يعاد عرضها في عديد المرات دون أن تعرف العزوف من قبل الجمهور، وأن المسرح كان محترفا لا يختلف عن المسارح الأوربية والعالمية وهذا لأن الركح يسير من قبل محترفين”.
عقارب الزمن، بحسب زياني، توقفت عند مسرح السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي، يقول “إنه لو نبحث في فئة عمرية متنوعة عن الإعمال المسرحية التي بقيت في الذاكرة، نجد كلها محصورة في الإعمال التي صدرت خلال تلك الحقبة من عمر المسرح الجزائري، إما الإعمال المسرحية الأخيرة فالقليل الذي يتذكرها”.
وأكد شريف عياد بفعالية المنتدى الثقافي “إن تطوير إداء المسرح الأخير لا يتحقق ببناء الهياكل الثقافية والمسارح، بل بانتهاج سياسة ترفع من مستوى مضامين المسرح. فغياب سياسة واضحة تتعلق بتكوين القائمين على المسرح والمحترفين من المسرحيين، جعل الخروج من عنق الزجاجة إمرا مستحيلا”.
بهذا الخصوص. تساءل المخرج المسرحي عن الغرض من عدم برمجة نشاطات سنوية للمسرح والاقتصار على المناسبات، الإمر الذي أثر على التفاف الجمهور وإقباله على العروض المسرحية. وذلك راجع، بحسب زياني، لأنه “لا يوجد برنامج واضح ويؤكد في ذات السياق وأنه أكبر تحدّ يتمثل في كيفية ربح الجمهور واستقطابه، وعدم تسطير برمجة واضحة يؤثر لا محالة على ذلك”.
عن دور المجتمع في المسرح، اعتبره “إعادة تاريخ الجزائر عن طريق نظرة فنان، فنجد به مراحل ثقافية وتاريخية بنظرة الفنان”، موضحا أن المشكل الحالي هو ليس فقدان الفنان للبراعة، بل يختزل في سؤال: لماذا نمارس المسرح؟.
الرهانات برأي المخرج المسرحي، تتمثل في إعادة النظر في المنظومة المسرحية وإعادة بنائها، وقدم مثال تونس لما أرادت أن تبني مسرحها أخذت حينها تجربة الجزائر منطلقا لها، وحاليا مسرحها متطور ويعيش واقع المجتمع، مضيفا أن من المشاكل المطروحة حاليا، نمط التكوين الذي مازال يدور في فلك السبعينيات، كما أنه يسبح في البيروقراطية”.
فعالية المنتدى الثقافي مبادرة من إدارة قصر الثقافة والفنون، جاءت، بحسب نورالدين بودماغ، مدير هذا الصرح الثقافي لإنعاش الحركية الثقافية بسكيكدة، ويعمل على استضافة شخصية ثقافية بكل عدد في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
شارك المسرح الجهوي بالتظاهرة الثقافية احتفاء باليوم العالمي للمسرح، بأبواب مفتوحة للتعريف بمختلف الألبسة والأدوات التي يستعملها المسرح في العروض، إضافة إلى تخصيص جناح لعرض الكتاب المسرحي، الذي عرف إقبالا كبيرا من محبي هذا الفن.