دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، من بشار، إلى أخذ العبرة من تضحيات الشهداء، معتبرا الأمر بـ “الواجب الوطني” وإخلاصا للتضحيات الجسام التي قدمها الأبطال” من أجل استرجاع السيادة الوطنية وتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي وحتى تبقى راية الجزائر شامخة ترفرف في السماء، بفضل رجال من أمثال العقيد لطفي والرائد فراج.
قال زيتوني، خلال إشرافه على ندوة تاريخية حول الذكرى 57 لاستشهاد العقيد لطفي والرائد فراج بمتحف المجاهد، إن إحياء ذكرى استشهاد البطلين لها خصوصية، تتمثل في تزامنها واحتفال الجزائر بعيد النصر والتي أكد بشأنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنها مناسبة للتمسك والوفاء بالمبادئ وقيم ثورة نوفمبر المجيدة والسير على النهج الذي سطره الشهداء والمجاهدون لجعل الجزائر قوية وآمنة.
وأضاف زيتوني في تصريح لـ “الشعب”، أن العقيد لطفي كان المنشط السياسي والعسكري للمنطقة الثامنة التابعة للولاية التاريخية الخامسة. كما كان له دور هام ضمن المجلس الوطني للثورة الجزائرية وتوغل بمنطقة أفلو في نفس الوقت في تعبئة التنظيمات الشعبية، كما حدد طريقة الاتصال بين أفواج جيش التحرير والمسبلين والفدائيين من المناضلين للمنظمة المدنية للجيش وضبط بحكمة هذه العلاقة فيما يخص التزويد بالاستعلامات والتموين والصحة وغيرها وذلك انطلاقا من تعليمات مؤتمر الصومام.
في الوقت الذي كانت فيه المعارك طاحنة في العرق الغربي من بلادنا الشاسع، خاضت قوات العقيد لطفي بقيادة الملازم شعيب، معارك ضارية بالقعدة أثناء صيف 1957 في تراب الجزائر.
وأفاد الوزير، أنه “لابد أن نظل مخلصين للوطن، للشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر من خلال الإسهام في تنمية البلاد التي استرجعت سيادتها بفضل تضحيات الشهداء”.
وتحدثت أخت الشهيد العقيد لطفي لـ “الشعب”، عن خصال البطل وحبّه للجزائر، حيث قالت إن الرئيس الراحل هواري بومدين زارهم في البيت طالبا من أمّ الشهيد نقل رفات العقيد لطفي إلى مقبرة الشهداء بتلمسان، فكان ردها: “لن يدفن في تلمسان لأنه أحب الصحراء واستشهد فيها وبين سكان بشار سيبقى مدفونا”.
وتميزت الاحتفالات المخلدة للذكرى لـ57 لاستشهاد العقيد لطفي والرائد فراج، بتدشين المكتبة البلدية بحي بشار الجديد، حيث تم تسميتها باسم الشهيد العوفي عبد القادر.
وبمتحف المجاهد، تم افتتاح معرض تاريخي للصور الخاصة بالشهيد. كما ألقيت محاضرة تاريخية حول “معارك جيش التحرير الوطني” وعرض شريط وثائقي من إنتاج المحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري، مع توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة أحسن بحث حول الشهيد، إلى جانب تسليم ميداليات لأسرتي العقيد لطفي ورفيقه في الكفاح الرائد فراج، وتكريم 04 موظفين متقاعدين من قطاع المجاهدين.