كشفت السيدة نجاة بامري فنانة تشكيلية من المنستير بتونس الشقيقة، نهاية الأسبوع على هامش معرضها الفني تحت شعار « رغم إعاقتي أبدع « بدار الثقافة حسن الحسني بالمدية، بأن مشاركتها في هذه الرحلة الفنية بدعوة من طرف جمعية « لمن كان له قلب « ببريان بغرداية تأتي للتأكيد بأن الإرادة هي من تصنع الإبداع والعبقرية .
أوضحت ضيفة عاصمة التيطري صاحبة اللمسة الجميلة والتي تحرك ريشتها بفمها منذ 04 سنوات إلى غاية يومنا هذا، أن هذه الخرجة تهدف إلى تعريف الجمهور اللمداني والجزائري بما تقوم من أعمال زيتية وأكواريل، بإعتبارها الوحيدة في تونس من ذوات الإحتياجات الخاصة من تختص في الرسم بالريشة بفمها كونها معاقة حركية
صرحت نجاة ، الفنانة العصامية بأنه في الوقت الذي يبقى فيه الفنان التونسي الهادي تريكي مرجعا لها، قامت في هذه المحطة بعرض قرابة 80 لوحة فنية، كما أنها لم تتأخر في تجسيد تظاهرة قراءة في احتفال بعمل متواضع، موضحة في هذا الصدد بأنها تهتم في عملها وتطوير موهبتها بالمواضيع التاريخية والجمالية التي تظهر خصائص وكنور الأوطان من الواقع، معتبرة أيضا بأن الجزائر تعد المحطة الأولي في مشوارها العالمي لأجل تسويق أفكارها وإبداعها، معددة أيام سفريتها هذه بنحو 20 يوم لاكتشاف سحر الجزائر وزخمها الثقافي والسياحي، مؤكدة بأنها حضيت ومنذ حلولها بمدينة الجسور المعلقة أيام 07 و 09 بواجب الضيافة والكرم كما خصت بعدة تكريمات بولاية المدية، توحي بمستوى العلاقات الجيدة التي تربط الشعبين التونسي والجزائري .
اعتبرت هذه المبدعة بأن الفن التشكيلي يعد بالنسبة لها بمثابة المتنفس الكبير لها، وفرصة لإعطاء الأمل للآخرين، إلى جانب ذلك هو وسيلة لتبيان الحقيقة التي يجب أن يكون عليها المعاق، مشددة في هذا المقام على رفض كل الإتكالية في إنجاز أعمالها، على أن من خصوصيتها هي قيامها بتصميم لوحاتها و رسمها من طرفها بإستقلالية تامة، محبذة في هذا المجال تلك الملاحظات والآراء التي تقترح عليها في إنجاز أعمالها الفنية، رافضة أن تلمس هذه الأعمال قبل إعدادها بصفة نهائية .
أشادت ضيفة المدية قبل توجهها رفقة والدتها والسيد ابراهيم بن عيشار رئيس جمعية لمن له قلب الإجتماعية إلى كل من ولايات سيدي بلعباس، غرداية وجيجل، عبر هذه الرحلة الفنية بحسن الإستقبال الذي خصت به من طرف السلطات المحلية والمجلس الشعبي الولائي بالمدية واصفة إياه بالرائع، موضحة أيضا بأنه كلما خطت قدماها ولاية من ولايات الجزائر إلا وتوجه لها دعوة للبقاء والجلوس أكثر، مستطردة قولها بأن الشعب التونسي يحب نظيره الجزائري، كما أن التونسيين يعرفون جيدا الجزائريين عن قرب بواسطة علاقات المجاورة خلال الرحلات السياحية السنوية، مجددة تذكيرها بأنها حاولت تعريف العالم الخارجي بأعمالها الفنية من الجزائر والتي تأمل بأن تكون بالنسبة لها فأل خير، باعثة بهذه المناسبة برسالة لعشاق هذا الفن وبخاصة فئة ذوي الإحتاجات الخاصة بأن يقبلو بإعاقاتهم كونها من قضاء الله وقدره، كما أنهم مجبرون على توظيف واستغلال قدراتهم الداخلية باعتبار أن الرضى هو أحد أساسيات النجاح في الحياة داعية إلى وجوب تحلي الإنسان بمدى قدرته على تخطي العقبات الدنيوية لطرق باب الأمل، شاكرة في هذا الصدد رئيس الجمعية « ابراهيم بن عيشار « وكل من ساعدها في هذه الجولة واحتنضنها بعطفه بهذه الولاية وبهذه المؤسسة الثقافية، مختتمة حديثها بقولها بأنه « لولا هذه التشجيع لما وجدت نفسي بالجزائر» .
على صعيد آخر، قال بن عيشار بأن هذه الجولة الفنية جاءت عقب تنظيم أول رحلة لذوي الإحتياجات الخاصة إلى تونس، حيث تعرفت جمعيته على هذه الفنانة ومن ثم تم تحقيق أمنيتها بأن تكون انطلاقتها الفنية من الجزائر بفضل الله .