أكد التقني الجزائري «نور الدين زكري» أنه يبارك الطريقة الديموقراطية التي انتخب بها الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، موضحا بأن الرئيس السابق لنادي بارادو ابن الكرة يعرف خباياها جيدا بعدما لعب فريقه في غالبية الأقسام، كما تحدث عن عودته للتدريب وعن حلمه بالإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الأول، وعن الكثير من الأمور الأخرى المهمة في هذا الحوار :
«الشعب»: أولا ما تعليقك على قدوم زطشي خلفا لروراوة؟
نور الدين زكري: أبارك هذا الأمر، كنا في حاجة إلى تغيير والأمر حدث.. من جانبي الأمر الايجابي الأول الذي حدث في الجمعية العامة الانتخابية هو أنه لأول مرة الاختيار تم عن طريق الصندوق رغم أن هناك معارضة وحدثت بعض التجاوزات في بداية الجمعية العامة، إلا أني أزكي الطريقة الحضارية والديمقراطية التي انتخب بها الرئيس الجديد «خير الدين زطشي»، وهذا عكس الماضي، حين كان التصويت برفع الأيدي وبالاغلبية الساحقة.
وهل تعتقد أن «زطشي» سيدفع بالكرة المحلية وبالمنتخب لبلوغ الأهداف التي ينتظرها عشاقها في بلادنا ؟
«زطشي» ابن الكرة ويعرفها جيدا، يعمل منذ سنة 1994 وكون فريقه بنفسه، كما أن فريقه نافس في غالبية الأقسام وكل هذه السنين أكسبته خبرة كبيرة في الميدان، في حواري السابق معكم كنت قد أكدت لكم بأنه يجب علينا أن نشخص الداء الذي تتخبط فيه كرة القدم الجزائرية لنجد الدواء الشافي والكافي ونصلح كرتنا ونرتقي بها إلى ما بلغته الأمم الكبيرة في كرة القدم العالمية، وأعتقد أن «زطشي» شخّص الداء خلال الـ 23 سنة التي عمل فيها مع فريقه بارادو، وسيعمل على إيجاد الدواء المناسب، لكن لا يمكن لـ «زطشي» النجاح وحيدا ويجب عليه أن يكون مدعما بقرارات وقوانين ردعية ترافقه طيلة عهدته الأولمبية ليعمل على نزع الأمراض التي تنخر جسم كرتنا.
لكن البعض يقول بأنه رئيس شاب ولا يملك الخبرة الكافية ليكون المسؤول الأول عن كرة القدم الجزائرية؟
صدقني عند مجيء «روراوة» إلى عالم كرة القدم لم يكن يعرف شيء لا من الجانب الإداري ولا من الجانب الفني ولم يلعب كرة القدم يوما، لكنه بقي على رأس الاتحادية طيلة 4 عهدات كاملة، لكن عندما نقارن بـ «زطشي» فالأخير عمل لعدة سنوات على رأس الفريق الذي أسسه بأمواله الخاصة، ضف إلى ذلك خبرته الكبيرة والواسعة في التكوين كلها عوامل ستكون في صالحه، ويجب أن يكون مدعوما كما قلت لك منذ قليل بقوة من قبل مكتبه الفيدرالي ليحقق ما هو منتظر منه من قبل الشعب الجزائري، لديه ملفين هامين على طاولته للنهوض بكرتنا، في مقدمة هذه الأمور تنصيب مديرية فنية قوية قادرة على اتخاذ القرارات اللازمة، وثانيا حل مشكلة التحكيم الذي بلغناه في السنوات الأخيرة الذي بات سلكا يتعفن من موسم لآخر، لذا يجب علينا الإسراع في إصلاح سلك التحكيم وكل ما هو فاسد في منظومتنا الكروية، وإبعاد كل الحكام الفاسدين الذين بات يعرفهن العام والخاص، كما أنه يتوجب على الرئيس الجديد أن يمنح هذه الهيئة استقلالية في القرار، لكن بالمقابل عليه مراقبتها كي ننهض بكرتنا، وبعد القضاء على الفاسدين في عالم التحكيم كل رؤساء الأندية الذين تجذروا في فرقهم سيقرّرون بمفردهم الرحيل.
هناك حديث عن تنصيب «رابح سعدان» على رأس المديرية الفنية للمنتخب، ما تعليقك؟
المدرب «رابح سعدان» شخصية رياضية وطنية كبيرة، أعتقد أن وضعه على رأس المديرية الفنية أمر جيد لكن المديرية الفنية لا يجب أن تكون مكونة من شخص واحد، بل من مجموعة معتبرة من الفنيين المحترمين الجزائريين كي يعملوا على جانبين مهمين في الظرف الحالي، ويتعلق الأمر باتخاذ القرارات الصائبة في اختيار الطواقم الفنية لكل الفئات العمرية، ومهمتهم الثانية النهوض بكرة القدم المحلية، لأن زطشي الآن مهمته بعث الكرة المحلية وإيجاد مدرب كفء على رأس المنتخب الوطني الأول، كما أن هناك أمر مهم أريد أن أتطرق إليه.
تفضل.
في كل الاتحاديات عبر العالم رئيس الاتحادية لديه وظيفة إدارية وليست فنية مثل ما كان معمولا به في الماضي، رئيس الاتحاد هو المراقب الإداري وعندما يرى بأن الأمور التقنية لا تسير على ما يرام يتدخل مع مكتبه لإيجاد الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها المنتخب الأول أو منظومته في تلك الفترة، وفي حالة ما إذا تصرف الرئيس الحالي في الأمور الفنية واتخذ قرارات منفردة هنا سنيأس من إيجاد الحلول وستبقى الأمور على حالها ولن يتغير شيء.
بكل صراحة، هل أنت مهتم بتدريب المنتخب الوطني أم لا ؟
في السابق كان عندي رد فعل عنيف وقلت بأني قادر على تدريب المنتخب الوطني لأن في ذلك الوقت قال «روراوة» بأنه ليس هناك أي مدرب جزائري يمكنه تدريب المنتخب الأول وكان ردي بتلك الطريقة لأن مؤهلاتي وشهاداتي كبيرة وضميري لم يكن يسمح لي بالسكوت وقتها، لكن الآن أقول لك أنا مستعد في أي لحظة أن أدرب المنتخب الوطني ومن الغد، لأن الإشراف على العارضة الفنية لمنتخب بلدي من اهتماماتي، وهو أحد أحلامي الشخصية سواء كان ذلك في الآجل أم في العاجل ولست مستعجلا لأبلغ ذلك.
لبعض يقول بأن روراوة كان وراء اختفائك عن التدريب محليا ودوليا؟
الكثير من الناس أكدوا لي هذا الأمر وفي السابق الفرق الجزائرية كانت تمتنع من الاتصال بي للاستفادة من خدماتي، لأن رؤساء الأندية كانوا يتخوفون من عواقب ذلك على فرقهم، كما أني كنت أتلقى الكثير من العروض خارج الجزائر، لكن لا أدري ما الذي كان يقال عني لهم وكانوا ينصرفون دون رجعة، المهم الآن هو أنه يمكنني استئناف العمل على الأقل لمدة موسمين مع الأندية الجزائرية وبعدها متأكد من أني سأصبح مطلبا شعبيا لتدريب الخضر.