طباعة هذه الصفحة

أيام الربيع الأندلسي بسيدي بلعباس

النغمة الأصيلة تصدح على ركح دار الثقافة «كاتب ياسين»

سيدي بلعباس: غ. - شعدو

عاش الجمهور العباسي وعلى مدار ثلاثة أيام عبق النغمة الأصيلة، في إطار فعاليات الطبعة الثالثة لتظاهرة أيام الربيع الأندلسي، التي نظمتها «الجمعية الثقافية الشيخ رضوان بن صاري»، تحت شعار» تراث وأصالة من نفحات الأندلس»المهرجان كان فرصة سانحة لسكان الولاية من أجل التعرف أكثر على الطابع الأندلسي،حيث لم يفوت الجمهور الحفلات الثلاث التي كانت جد راقية، رقي هذا اللّون الغنائي الطربي الأصيل. هذا وكانت المناسبة أيضا فرصة لخلق فضاء للإحتكاك بين الفرق الموسيقية وفناني الولايات المشاركة.
الجمهور العباسي وطيلة السهرات الثلاث المقامة، بدار الثقافة «كاتب ياسين» تجاوب مع النوتات الأندلسية التراثية والموسيقى والألحان الشجية التي تفننت في توقيعها الفرق الموسيقية المشاركة، حيث كانت إفتتاحية السهرات من توقيع الجمعية الثقافية «نسيم الأندلس» لمدينة وهران التي تأسست سنة 1968 وشاركت في مختلف المهرجانات، كما تمكنت من إفتكاك عديد الجوائزعلى غرار الجائزة الأولى في مهرجان الجزائر العاصمة وتلمسان، وهي الفرقة التي أمتعت الجمهور الحاضر بوصلات غنائية أصيلة من نوبة مجنبة بقيادة يحيى الغول. ليعتلي بعدها المنصة أعضاء الجمعية الثقافية «أحباب الشيخ العربي بن صاري» من تلمسان تحت قيادة فوزي بن قلفاط، أين أتحفت الحاضرين بأغانٍ رائعة تمثلت في انصرافات من نوبة الديل ثم مديح بجاه التيجاني.
 تواصلت السهرة الثانية التي نشطتها «الجمعية الثقافية الموحدية» لمدينة ندرومة، هذه الأخيرة التي شاركت لأول مرة في التظاهرة تحت قيادة عز الدين ميدون ورفقة تلاميذ الشيخ غفور، أين أمتعت الجمهور بأرقى وأجمل الوصلات الغنائية الأندلسية، وهي نفس الأجواء الطربية التي تفننت في صنعها «الجمعية الثقافية الأندلسية» لمدينة سيدي بلعباس التي يقودها الفنان حكيم غول. لتختتم أيام الربيع الأندلسي بسهرة أخيرة، سافر عبرها الجمهور إلى زمن الحضارة الراقية بعد أن نجحت الجمعية الثقافية «الشيخ رضوان بن صاري» لمدينة سيدي بلعباس وجمعية نادي الهلال الثقافي من مستغانم في إمتاع الحضور بأجمل الألحان والوصلات الأندلسية الأصيلة.
 للإشارة، فإن جمعية الشيخ بن صاري التي تأسست سنة 2008، تعد من الجمعيات الجد ناشطة في الحقل الثقافي حيث لا تقتصر مشاركاتها على الحفلات الفنية فقط، بل تتعدى ذلك إلى تقديم محاضرات بالمعاهد الموسيقية للتعريف بالفن الأندلسي ومدارسه الثلاث  وكذا إبراز الفرق في طريقة العزف على بعض الآلات الشهيرة كالقانون والرباب بين دول المشرق والجزائر،فضلا عن شرح طبيعة الموشحات وتنوع الأوزان و الحديث عن تاريخ بعض الآلات الموسيقية ذات الخصوصية الجزائرية كآلة القويطرة التي تعد إرثا وطنيا أصيلا تنفرد به الجزائر عن دول المغرب العربي والمشرق، ناهيك عن تسليط الضوء على التنوع الثقافي الجزائري، وحرصا منه على إستمرارية هذا الفن التراثي، قام رئيس الجمعية قويدر بن صاري بتمويل المهرجان من إمكانياته الخاصة في ظل شحّ مصادر التمويل لإنجاح الطبعة والحفاظ على هذا اللّون الغنائي الأصيل وإيصاله للأجيال، بكل أمانة واحترافية.