دعا سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الجزائر, السيد بشرايا حمودي بيون, اليوم الأربعاء, الإتحاد الإفريقي الى ضرورة أن يلعب دورا أكبر في حل القضية الصحراوية في ظل حالة الجمود التي تعيشه على مستوى الأمم المتحدة, معتبرا أن غياب المغرب عن جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقي "إخفاق في أول اختبار له" بعد انضمامه للاتحاد القاري.
وأكد بشرايا, خلال مداخلته في ندوة صحفية نظمتها اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان, لعرض للانتهاكات التي يمارسها المحتل المغربي في الأراضي الصحراوية, "أن الأمم المتحدة لم تتمكن بعد 40 سنة من فرض حل عادل من أجل تسوية نزاع الصحراء الغربية كونها أخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا", مجددا "التأكيد على أن القيادة الصحراوية مستعدة لأي جلسة مفاوضات جديدة مع المحتل المغربي للخروج من حالة الركود التي تعيشها الأزمة."
وحسب السفير الصحراوي فإن حالة الركود التي تعرفها القضية الصحراوية, خلقت نوعا من "خيبة الأمل" لدى الشعب والقيادة الصحراويين, والتي لم تتوان ولن تتوقف لحد الساعة في مطالبة الهيئات الأممية في الإسراع لإيجاد حل لتصفية الاستعمار من الأراضي الصحراوية المحتلة ومنح الشعب حقه في الاستقلال وتقرير المصير.
كما حمل السفير الصحراوي, "مجلس الأمن الدولي, مسؤولية ما يحدث في الصحراء الغربية من انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب للثروات الصحراوية وكذا مسؤولية عدم تحميل بعثة تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو) لمهامها وتمديدها لمراقبة حقوق الإنسان" وذلك كما قال, "بسبب استخدام فرنسا لحق النقض الدولي الذي ما فتئت تستعمله لمنع أي تسوية سلمية خدمة لمصالحها الشخصية والمصالح المغربية".
ولهذه الأسباب يضيف السيد بشرايا, ترى القيادة الصحراوية اليوم أن قضية الصحراء الغربية أصبحت "قارية إفريقية" أكثر منها أممية وهو ما يستدعي -كما قال- أن يلعب الاتحاد الإفريقي ومفوضية السلم والأمن دورا فعالا وجديا في حل قضية الصحراء الغربية.
أما عن غياب المغرب رغم الدعوة الرسمية للمشاركة في اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي اعتبره بشرايا, إخفاقا" في أول اختبار له بعد انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي , وأكد بتركه الكرسي شاغرا "عدم استعداده" للتعامل مع قضية الصحراء الغربية خشية منه الضغوط التي ستمارس من الهيئة في قضية منح تقرير المصير للصحراويين.
وأكد الدبلوماسي الصحراوي , أن غياب المغرب يتناقض مع تصريحات الملك محمد السادس التي أدلى بها خلال القمة الإفريقية الأخيرة التي جرت في شهر يناير و التي أكد فيها نية بلاده في التعاون بشكل بناء مع الاتحاد الإفريقي من اجل التوصل إلى السلم و الأمن و الاستقرار في القارة الإفريقية.
وبما أن المغرب التزم باحترام العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي فهو ملزم بأن يحضر بمقتضاه إلى جانب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من اجل الإجابة على انشغالات أعضاء مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي, كما أن للاتحاد الإفريقي, السلطة القانونية للضغط على المغرب لاحترام محتوى الميثاق.
وفي حال مواصلة المغرب في تعنته وعدم التزامه بالمواثيق للهيئة القارية تسعى الدول العضوة-يوضح السيد بشرايا- " لفرض تطبيق قوانين الهيئة الإفريقية من خلال إعادة النظر في عضوية المغرب أو فرض عقوبات ضده".
ويرى السيد بشرايا, أن المغرب "أوقع نفسه في ورطة بانضمامه إلى الاتحاد الإفريقي وانه لم يقم بالحسابات اللازمة", موضحا أن "نيته كانت مبيتة منذ البداية حيث أن هذا الانضمام إلى الاتحاد لم تكن بدافع تقديم الحل أو مساعدة الاتحاد من أجل الازدهار والتقدم إنما لتشتيت إفريقيا ".
وجدد السيد بشرايا في الندوة الصحفية التأكيد على أن قيادة الصحراء الغربية "مستعدة لأن تدخل في جولة جديدة من المفاوضات مع المحتل المغربي وتحت أي مظلة كانت سواء الأمم المتحدة أو الإتحاد الإفريقي من أجل حل عادل وديمقراطي يعطي للصحراويين حقهم في حريتهم واستقلالهم بدون شروط".