دعا المهتمون والفاعلون في المجال البيئي والصحي بعاصمة الغرب الجزائري، وهران إلى ضرورة مراجعة التشريعات الحالية المتعلقة بالاستثمار في المجال الغابي وتطوير المشاريع الهادفة إلى تنمية السياحة البيئية التي لا زالت عموما دون المستوى المطلوب.
أشاروا في هذا الصدد إلى واقع الفضاءات الغابية بوهران العميقة، حيث تعاني مساحات هامّة من الإهمال بسبب الأنشطة البشرية وعوامل التعرية التي أدّت إلى تدهور جزء كبير من مسالكها ولاسيما بالمناطق الوعرة التي تشهد سنويا حرائق مهولة، بسبب صعوبة الولوج إليها، منوّهين في نفس الوقت بأهميّة قطاع الغابات في دعم الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل ما يوفره من المنتجات الأوليّة، على غرار حطب الوقود والفحم النباتي وغيرها من الطاقات المتجدّدة، وهو شعار اليوم العالمي للغابات والأشجار 2017 الموسوم ب» الغابات والطاقة».
وباشرت محافظة الغابات لوهران عمليات تشجير واسعة في عديد المواقع الغابية، وغيرها من الأنشطة البيئية والترفيهية التي تلائم جميع الأعمار، ضمن الفعاليات المخلدة لهذه المناسبة السنوية، بهدف رفع مستويات الوعي بأنواع الغابات والأشجار التي تعاني في كثير من المواقع الاجتثاث والإزالة، بسبب تحويلها إلى أرض زراعية أو للتوسع في العمران أو للاستفادة من أخشابها.
وتستهدف المرحلة الأولى التي شهدتها أمس السبت الغابة الحضارية لبئر الجير تشجير ما بين 600 ألف و 1500 شجيرة من الخروب والكلبتوس بمشاركة إدارة الجمارك، الشبيبة والرياضة وحوالي 700 تلميذ من 22 مؤسسة تربوية، وهذا في إطار المبادرة الوطنية «حديقة الملائكة» التي أطلقتها القناة الثالثة للإذاعة الجزائرية بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات، حسب كيشاملي العربي رئيس مصلحة توسيع الثروات وحماية الأراضي لدى المحافظة الولائية للغابات.
كما تم خلال نفس اليوم تنظيم جولة ترفيهية مشيا على الأقدام مع جمعية مغامرين وتجوال إلى العديد من موقع الجذب، وأخرى استكشافية بالدراجات الهوائية من نوع «في. تي. تي» شارك في تنظيمها كل من جمعية أبطال الدرجات الجبلية وجمعية نادي الدرجات صبيان ونساء انطلاقا من منطقة بلقايد إلى غابة «المنزه» مرورا بجبل «القهر»، فيما تواصلت عمليات التشجير على مستوى غابة «المسيلة» كمنطقة محمية طبيعية لتكاثر الحيوانات بقرار ولائي، من خلال برمجة غرس 1400 شجيرة من نوع الفلين بمساهمة أسلاك الهيئة النظامية.
وتستمر الاحتفالات باليوم العالمي للغابات بالباهية وهران إلى غاية يوم 25 مارس بالغابة الحضارية «المنزه» أين تم برمجة زراعة من 500 إلى 1000 شجيرة من نوع الخروب والكلبتوس، وهذا بمشاركة مؤسسة الخدمات الاجتماعية لشركة سونغاز، التي حملت على عاتقها تسخير أكثر من 300 طفل للمشاركة في هذه المناسبة.
كما استغل كيشاملي العربي المناسبة ليذكّر بملفين هامين وحيويين، تسهر محافظة الغابات لولاية وهران على تحقيقهما بمشاركة كل الأطراف المعنية، وهما «الغابات الحضارية» الذي اعتبره من الملفات الجديدة في الجزائر عامة وملف»تربية النحل» كممارسة قديمة بصيغة تنظيمية جديدة.
وقد تم في هذا الإطار المصادقة على غابتي «المنزه» (كناستيل سابقا) و«رأس العين» من قبل المديرية العامة للغابات، وهذا في انتظار استكمال الإجراءات القانونية، ومنها تصنيف هذه الغابات في الجريدة الرسمية وعرضهما بعد ذلك على المستثمرين، إضافة إلى ثلاث غابات أخرى هي في طريق الدراسة، وهذا من مجموع 16 فضاء غابيا، تم اقتراحه في مجال الاستثمار.
أما الملف الثاني، فيتعلّق، حسب نفس التوضيحات بعملية تربية النحل بالفضاء الغابي، حيث خصّصت المحافظة سبعة 07 محيطات غابية، تظم أكثر من 153 مستفيدا، ينتشرون في معظمهم على مستوى الغابات التابعة لبوتليليس بمجموع ستة 06 محيطات ومحيطا واحدا ببلدية وهران، وهذا في انتظار فتح محيطات أخرى السنة الجارية 2017 بدائرة أرزيو، وفق نفس المصدر.
وفي إطار برنامج التنمية الريفية 2009– 2014 وفي شقه المتعلق بتوسيع مساحة الأشجار المثمرة، قامت نفس المحافظة بغرس أزيد من 1474 هكتار، بمعدل 150 شجرة في الهكتار الواحد، وهي المساحة الكليّة المخصّصة لهذا النوع من الغراسة في إطار هذا البرنامج، ناهيك عن عمليات تقليب الأرض وتصحيح مجاري المياه ومصادات الرياح وغيرها من المشاريع التي تمت بالتنسيق ومديرية المصالح الفلاحية.
كما لفت نفس المتحدّث إلى عمليات هامة لتهيئة المسالك الأساسية على طول أكثر من 200 كلم بغابات وهران، بوتليليس، طافراوي أرزيو وغيرها من النقاط السوداء التي سيتم فتحها قبل انطلاق مخطط مكافحة حرائق الغابات الذي يولي عناية بالغة لتهيئة المسالك الغابية.