سباق على أشده للتموقع في الخارطة التشريعية الجديدة
تعرف الجزائر العاصمة، حركية كبيرة تحسبا واستعدادا للموعد الهام الذي ينتظره كل جزائري، حيث شرعت مختلف الهيئات في التحسيس والدعوة إلى ضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقررة في 4 ماي المقبل، لتحقيق الأهداف الوطنية المرجوة والحد من مخاطر العزوف عن الانتخاب.
” الشعب” رصدت أجواء الشروع في تحسيس وتوعية فئات المجتمع بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي بداية من اللافتات الضخمة التي وضعتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية في مختلف المناطق التي يتجمهر فيها المواطنون مرورا ببلديات العاصمة التي شرعت في التحضير لهذا الموعد الهام من خلال دعوة الناخبين المسجلين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات، زيادة على مراكز البريد والبنوك وكذا الجمعيات.
كما وقفنا على تجنيد الإدارة الجزائرية جميع الإمكانيات البشرية والمادية قصد ضمان إجراء الانتخابات في أمثل الظروف من خلال العمل التحسيسي المكثف الموجه إلى للمواطنين،لإقناعهم بضرورة الإسهام في إنجاح هذا الموعد السياسي الهام، لاسيما وأن المشاركة الضعيفة لن تجدي نفعا فالانتخاب وحده سيمكن المواطنين من التعبير عن طريق الصناديق عن اختيارهم للحزب الذي يرونه الأنسب لتمثيلهم وتحقيق طموحاتهم وتجسيد تطلعاتهم.
بلديات تطلق حملات تحسيسية لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين
شرعت مختلف بلديات العاصمة من بينها بلدية القصبة وعين البنيان والرايس حميدو في إطلاق حملات تحسيسية وتسخير جميع مصالحها لاستقبال أكبر عدد من المواطنين للشروع في توعيتهم ودعوتهم بقوة إلى الانتخاب، للمساهمة في رفع نسبة المشاركة في الانتخابات بما يضفي على مختلف مراحلها أكثر مصداقية وشرعية.
واغتنمت بلدية القصبة العريقة فرصة استقطاب مصالح استخراج الوثائق الخاصة بالحالة المدنية وبطاقة الإقامة أعدادا هائلة من المواطنين يوميا من مختلف الفئات والأعمار لتطلق حملتها التحسيسية بأهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية، من خلال توزيع مطويات مكتوب عليها كلنا معنيون لمصلحة بلادنا “، بالإضافة إلى حث الشباب على التوجه إلى مراكز الاقتراع يوم 4 ماي وعدم تفويت هذا الموعد الهام.
وفي ذات الشأن أبدى العديد من المواطنين الذين وجدناهم بمصلحة الحالة المدنية اهتماما كبيرا بالانتخابات التشريعية والدليل على ذلك الإقبال الكبير على المطويات التي كانت في متناولهم ببلدية القصبة كونها تعبر عن أهمية أداء الواجب المدني من قبل الجنسين إناثا وذكورا نظرا لقوتهم وتأثيرهم على البناء والإصلاح الوطني.
بلمو يكشف عن استقطاب 607 مسجل جديد في الانتخابات
من جهته، كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي للرايس حميدو بلمو جمال، في تصريح ل«الشعب “، عن البرنامج التحضيري لإنجاح الاستحقاق الانتخابي، موضحا أن مجهودات كبيرة تبذلها البلدية لسير العملية الانتخابية في أحسن الظروف.
وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي للرايس حميدو أن البلدية شرعت في التحسيس بأهمية المشاركة في الانتخابات التشريعية منذ مدة من خلال دعوتها للمواطنين بأهمية تسجيل أنفسهم قبل انقضاء الآجال المحددة واستطاعت إقناع عدد كبير من المواطنين وصل إلى 607 مسجلين جدد و247 خاص بعدد المشطوبين.
وأشار بلمو، وهو مترشح في قوائم حزب التجمع الديمقراطي “أرندي” إلى أن بلدية الرايس حميدو تتوفر على 7 مراكز و 45 مكتب اقتراع، كما تم الشروع في توزيع اللافتات الضخمة على 20 منطقة ببلدية الرايس حميدو بغرض تحسيس المواطنين بضرورة الانتخاب، بالإضافة إلى توزيع المطويات على مصلحة الحالة المدنية والاستقبال وأعوان البلدية.
وأضاف في ذات السياق قائلا: “نقوم بتحسيس المواطنين بضرورة الإقبال على المشاركة في الانتخابات التي لا يفصلنا عنها إلا القليل بعد الانتهاء من دعوة أكبر عدد ممكن للتسجيل، ما من شأنه أن يساهم في توفير أكبر الضمانات لتنظيم انتخابات تعكس الإرادة الشعبية الفعلية”.
مواطنون يستجيبون لدعوات الانتخاب لعدم استغلال أصواتهم
اختلفت آراء المواطنين الذين تقربنا منهم بالعاصمة، حول من يرى الانتخابات التشريعية المقررة في 4 ماي المقبل، من شانها أن تساهم في إيجاد حلول للمشاكل العالقة وتسوية انشغالات المواطنين الاجتماعية وأنهم سيتوجهون بقوة إلى مراكز الاقتراع في بمختلف البلديات للإدلاء بأصواتهم واختيار الأشخاص الذين يرونهم أجدر بتمثيلهم، بالمقابل اعتبر البعض الآخر هذا الاستحقاق التشريعي المرتقب لن يغير شيئا وإنما هو سيناريو يتكرر كل 5 سنوات.
وفيما يخص مبادرة وضع لافتات كبيرة على مستوى الطرق السريعة وأماكن أخرى تستقطب عددا كبيرا من الجمهور بوسط العاصمة، أكد المواطنون أنها الطريقة المثلى لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين وتفادي العزوف الانتخابي الذي يتخوف منه، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم حملات تحسيسية تشارك فيها جميع الهيئات الوطنية من جمعيات ومنظمات وجامعات.
من جهته، أكد المواطن “محمد ك« على الدور الذي يلعبه نشطاء المجتمع المدني في تحفيز عنصر الشباب على المشاركة الفعالة في برامج التحسيس الوطنية لا سيما أن الجمعيات التي تمثل أكبر فئة في المجتمع الجزائري تسعى إلى التقرب منها ومعرفة مختلف انشغالاتها، فهي قادرة على التأثير في الشباب وحثهم على ضرورة أداء الواجب الوطني وسد طريق الامتناع كونهم شريكا فاعلا في مختلف القرارات السياسية وهم مستقبل البلاد.
وأعرب بعض المواطنين ببلدية عين البنيان عن أملهم في أن تكون هذه الانتخابات التشريعية فرصة لإصلاح الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن الجزائري في الوقت الراهن بسبب غلاء المعيشة، مؤكدين أنهم سيؤدون واجبهم الانتخابي ولن يتركوا المجال لاستغلال أصواتهم من طرف أشخاص غير جديرين بهذه المناصب.
وبالمقابل أوضح البعض الآخر أنهم لن يشاركوا في الانتخابات التشريعية كونهم تعودوا على سماع الوعود من قبل المترشحين في كل موعد انتخابي، مؤكدين أن التصويت لن يغير شيئا ولن يأتي بالجديد نظرا لعدم تجسيد مطالب وانشغالات المواطنين على أرض الواقع لاسيما ما تعلق بتوفير مناصب الشغل والسكنات وتحسين ظروف العلاج، وهو ما جعلهم يفقدون الأمل ويفضلون العزوف وعدم الانتخاب .