احتضن قصر الثقافة أمس لقاءً جمع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالفاعلين في قطاع المسرح، شهد تقديم أفواج العمل التي سبق تشكيلها في اجتماع جانفي الفارط لتوصياتها وتقاريرها، التي صبّت في مراجعة وتقييم المنظومة المسرحية والتأكيد على إعادة تنظيمها فيما يتعلق بالإنتاج، التمويل، مراجعة النصوص التنظيمية، التكوين، التوزيع، والمضامين. وأكد ميهوبي بأن هذه التوصيات مجرّد أفكار تنتظر النقاش والتعديل والإثراء، الذي لن يكون بدون مشاركة أبناء القطاع المسرحي.
أكد ميهوبي أن الأفكار التي خرجت بها أفواج العمل الستة قابلة للتطوير والتعديل والحذف، وأن هذا اللقاء لا يخص مؤسسات المسرح بل يخص منظومة المسرح الجزائري عموما، فالحديث ليس عن «مسرح تنتجه وزارة الثقافة وإنما مسرح ينتجه المجتمع الجزائري».
واعتبر الوزير بأن غياب النقد المسرحي كرّس الرداءة، وتساءل: لماذا حينما تمّ حلّ مسألة الشهادات يغيب النقد؟ وأشار في مجمل حديثه إلى معهد برج الكيفان الذي يعيش حسبه على هامش الحياة الثقافية وهو «مطالب بتجديد آليات عمله والانفتاح على المحيط في التكوين والنقد».. وأعطى مثالا بالمعهد الوطني العالي للموسيقى الذي أسس فرقته السيمفونية من طلبة موهوبين وبإمكانها مزاحمة الأوركسترا السيمفونية، وعلى معهد برج الكيفان والمدرسة العليا للفنون الجميلة أن ينتهجا نفس التصور.
وأعرب ميهوبي عن أمله في مشروع إنشاء أكاديمية للفنون، تضم فنون السينما والمسرح وغيرهما، وهو الأمر المعمول به في عدد من الدول، ويتوجه إليها من يريد أن يصير فنانا وليس مجرد حامل لشهادة، و»لم لا يتحول معهد برج الكيفان إلى أكاديمية للفنون»، يقول الوزير.
كما أكد بأن البعد الأمازيغي أمر أساسي وجزء من هوية المسرح الجزائري، وألحّ على ضرورة أخلقة الممارسة المسرحية، في وقت أصبح الهدف الكم وليس إطالة عمر المسرحية، كما أن الممثل ليس موظفا، بل هو فنان ووجد ليبقى حرا.
قبل ذلك، كانت السيدة بن شيخ مديرة ترقية الفنون بالوزارة، والمنسقة العامة للأفواج الستة، قد أعطت لمحة عن مسعى هذه الأفواج، مشدّدة على تطبيق إصلاحات عميقة تمس المنظومة القانونية الخاصة بالمسارح.
ومن توصيات الفوج الخاص بالتمويل ضرورة البحث عن الإنتاج المشترك وإبرام عقود مع التعاونيات واستغلال الهياكل في حدود القانون. أما فوج الإنتاج فركز على أولوية الأعمال الجزائرية دون التخلي عن البعد العالمي للمسرح، مع التركيز على الأعمال الموجهة للطفل.
ورأى فوج التوزيع بأن انعدام سوق وآليات قانونية لخلق هذه السوق، وانعدام الشراكات مع قطاعات خارج الثقافة تعرقل مسار التوزيع المسرحي محليا، وطنيا ودوليا. فيما شدّد فوج المضامين على أولوية النص الجزائري، وتقديمه بأدوات جمالية راقية وتشجيع النصوص الحائزة على جوائز. واقترح فوج التكوين إلزامية تخصيص ما بين 3 و5 بالمائة من ميزانية تسيير المسرح للتكوين، فيما اعتبر فوج مراجعة القانون الأساسي للمسارح بأن إعادة النظر في تشكيلة مجلس الإدارة أمر ضروري، مع دراسة توحيد النظام الداخلي لكل المسارح.