جددت جمعية أطفال التوحد بسيدي بلعباس، مطلبها للسلطات المحلية والقاضي بمساعدتها لإنجاز مركز متخصص لهذه الفئة، يضم كافة الإمكانات المادية والبشرية التي من شأنها التكفل الجيد بهذه الفئة الحساسة وتوفير تعليم متخصص وبمقاييس عالية لها.
تحصي جمعية أطفال التوحد بسيدي بلعباس حوالي 600 طفل مصاب بهذا المرض على مستوى الولاية وهو العدد الذي تفاقم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما دفع الجمعية، التي تأسست سنة 2014، إلى المطالبة بإنجاز مركز متخصص لهذه الفئة يوفر التدريس والتكفل النفسي للأطفال، حيث نجحت الجمعية في الحصول على وعاء عقاري لإنجاز هذا المشروع على مساحة تقدر بـ350 متر مربع، في انتظار تلقيها لمساعدات للإنطلاق في أشغال الإنجاز والتجهيز.
مرض التوحد والذي يعتبر من الأمراض النفسية المنتشرة في صمت بين فئات المتمدرسين، دفع الجهات المعنية، في مقدمتها مديرية التربية، إلى دمج عدد من هذه الفئة بالمؤسسات التعليمية وهي المبادرة التي لاقت رفضا من قبل أولياء التلاميذ العاديين، على غرار ما وقع بابتدائية عائشة أم المؤمنين، بداية الموسم الدراسي الجاري، حينما نظم أولياء التلاميذ وقفة احتجاجية، معبّرين عن رفضهم لدمج 19 تلميذا من أطفال التوحد مع أبنائهم.
اعتبر الأولياء هذا خرقا للقانون، معللين ذلك بأن هذه الفئة لا يمكنها الإندماج مع الأطفال العاديين، نظرا لحساسية وضعهم. مطالبين بضرورة نقل هؤلاء الأطفال المرضى إلى مراكز متخصصة من أجل تدريسهم من طرف مختصين.
في المقابل، أكدت مديرية التربية أن القسم المكيف لأطفال التوحد حتمية وضرورة، خاصة وأن هؤلاء الأطفال يحملون قدرات عقلية تمكنهم من الالتحاق بالأقسام العادية في حال حصولهم على رعاية خاصة، مستدلة بتجربة مماثلة لاقت نجاحا بمدرسة عفان فاطمة، بعد تخصيص قسم مدمج لأطفال التوحد داخل المدرسة.
أما مدرسة تيساوي محمد، فقد بادرت إلى إقامة يوم تضامني مع أطفال التوحد، من خلال تنظيم معرض لأشغال يدوية من إنجاز أنامل تلاميذ المؤسسة والتي تم عرضها للبيع على أن توجه المداخيل إلى مرضى التوحد. وتهدف هذه المبادرة إلى غرس فكرة التضامن بين الأطفال العاديين والمتوحدين.
من جهتها كشفت إدارة المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية، أن مصلحة طب الاطفال التي استحدثت شهر ماي المنصرم، تمكنت من استقطاب عدد كبير من الأطفال المصابين بأمراض عقلية ونفسية بمعدل خمس إلى عشر حالات يوميا، في حين تجاوز عدد الحالات التي تم فحصها والتكفل بها 350 حالة. وبحسب ذات المصلحة، فإن 50 من المائة من الحالات المتكفل بها تخص الأطفال المصابين بمرض التوحد بكل أنواعه. وتضم المصلحة طاقما طبيا متكاملا من أخصائيين في الأمراض العقلية، نفسانيين وأخصائيين في الأرطوفونيا.