خلّف قرار ممارسة تجارة بيع الاعشاب استياءً كبيرا لدى العديد من التجار، بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدونها نتيجة تكدّس سلعهم وتعرضها للتلف، بالمقابل رحّب بعضهم بالقرار، مشيرين إلى أنه طهّر مهنة بيع الأعشاب من المتطفلين عليها.
أكّد بعض التجار الذين تمّ غلق محلاتهم في حديثهم لـ «الشعب»، أنّ القرار الفجائي القاضي بغلق محلات بيع الأعشاب غير المرخصة قد سبّب لهم خسائر مادية، وأدى إلى تلف سلعهم نتيجة توقفهم عن مزاولة نشاطهم التجاري لمدة فاقت الشهرين.
وتقرّبت «الشعب» من بعض أصحاب هذه المحلات لمعرفة رأيهم في الموضوع، وفي هذا الصدد قال كريم يملك محل بيع الاعشاب بباش جراح بأنه يمارس نشاطه بطريقة عادية وأن يعمل بشكل قانوني كونه يمتلك رخصة لبيع الاعشاب وسجل تجاري، قائلا نحن نمارس نشاطنا بشكل عادي إلا أن البعض من الباعة جعلوا من هذه الأخيرة تجارة مربحة، وهو ما قد يؤثر على نشاطنا.
ومن جهته، أعاب أمين صاحب محل لبيع الأعشاب بالمقرية قرار غلق محله، مشيرا إلى أن العديد من أصحاب المحلات الذين أغلقت محلاتهم رافضون لمثل هذه القرارات لاعتبارهم كباقي المحلات التجارية الأخرى تنشط بشكل قانوني وبسجل تجاري. وقال المتحدث إنّ قرار غلق محلاثهم قد أثار تذمّرا وسخطا واسعا في أوساط الباعة، الذين عبّروا عن استيائهم من الوضع، خاصة أنّ نشاطهم متوقّف إلى وقت غير معلوم، مؤكّدا أنّ سلعته من أعشاب ومستخلصات طبيعية أخرى تواجه الفساد إذا ما بقي محله مغلقا، ليضيف بأنه بدون عمل خلال هذه الفترة، وما زاد من قلق أصحاب المحلات وباعة الأعشاب هو أن أغلبهم دون عمل، إذ يواجه ما يقارب أصحاب 200 محل مغلقا وعمالهم بالعاصمة شبح البطالة، إذ توقف هؤلاء عن العمل بسبب توقف نشاط المحلات، ما أدى بهم إلى البطالة بين ليلة وضحاها في انتظار أن تسوى أوضاعهم والنظر في أمرهم، وإعادة فتح محلاتهم ومباشرة نشاطهم.
من جانبهم، عبّر عدد من التجار وبعض المواطنين عن ارتياحهم من القرار، مؤكّدين أن الوضع من قبل كانت تسوده الفوضى واللاّمبالاة، مشيرين أن هناك العديد من المواد غير المعقولة التي منعتها الوزارة من البيع بمحلات بيع الأعشاب على غرار مواد التجميل ومستخلصات أخرى غير طبيعية ومضرّة بصحة المستهلك.
وأوضح هؤلاء أنّ غالبية العاملين في سوق الأعشاب والطب النباتي ليسوا من الأطباء ولا يعرفون سيئا عن الأمراض وطبيعة جسم الانسان، بل همّهم الوحيد البحث عن الربح والاستثمار والبيع والترويج، لأن البعض منهم قد تكون له خبرة في مجال الأعشاب، ولكن تغيب عنه جوانب تتعلق بالأمراض وأسبابها.