يتواصل بقصر الثقافة مفدي زكريا، اليوم الدراسي الدولي حول «العلاقات الجزائرية التركية من العهد العثماني إلى يومنا هذا». وهو لقاء تنظمه الوكالة التركية «تيكا»، بالتعاون مع وزارة الثقافة وجمعية باحثي أفريقيا، بمشاركة 24 باحثا من البلدين بهدف «تقوية الروابط الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي استمرت على مدى 3 عصور و500 سنة» بين الشعبين.
وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أبرز في كلمته المكانة التي يكتسيها التاريخ والذاكرة في العلاقات الدولية، والعلاقات الجزائرية التركية التي تمتد إلى الوجود العثماني في بلادنا، وهي فترة في حاجة لعمل مشترك لنفض الغبار عنها.
قال ميهوبي الذي اعتبر أن الفترة العثمانية لم تنل الحظ الأوفر من الدراسات ضرورة إعادة كتابة التاريخ، لأنه « ليس الماضي، فالماضي هو ما انتهى، ولكن التاريخ هو ما نعيشه وهو المستقبل أيضا»، مؤكدا أن الضمان الحقيقي لديمومة العلاقات بين البلدين هي الثقافة والبحث الأكاديمي داعيا إلى تكثيف الدراسات حول المخطوطات بين مراكز البحث في البلدين، وإنشاء مركز للدراسات العثمانية في الجزائر يضاف إلى مركز الدراسات الأندلسية.
من جهته، أشار محمد بوروي سفير تركيا إلى أن البحوث التي تتناول 500 سنة من التاريخ المشترك و300 سنة من الحضور في الجزائر ستثمن العلاقات بين البلدين، وأضاف: «لدينا مسؤولية أمام التاريخ بالبحث فيه وتوضيح معالمه»، كما أشاد بمساعي الوكالة التركية للتعاون والتنسيق «تيكا» التي تقوم بمشاريع الترميم والمشاريع التنموية.
من جهته، ذكّر عبد المجيد شيخي مدير الأرشيف الوطني بإقامة أول معرض سنة 2005 باسطنبول عنوانه «الوحدة الوطنية الجزائرية من خير الدين إلى الوئام الوطني»، معتبرا أن الفترة العثمانية في الجزائر «نالت معاول كثيرة تريد طمسها». وبعد ندوة بجاية، يقول شيخي، ستقام آخر هذا الشهر ندوة ثانية حول علاقة الجزائر بتركيا في الذكرى 500 لوصول بربروس إلى الجزائر.
كشف شيخي عن تأسيس مجموعة العمل المشتركة بين الأرشيفين الجزائري والتركي مفتوحة على كل الجامعات في البلدين تتكون من 60 إلى 80 باحث على الأقل في عمل مشترك سينشر بمختلف اللغات، موجها دعوة للباحثين من أجل المشاركة.
من جهته، دعا منسق الملتقى عن الطرف الجزائري د.محمد دراج إلى تسليط الضوء على التاريخ العثماني الذي ليس هو التاريخ التركي، والشعوب العثمانية في مجموعها تشكل الأمة الإسلامية التي أخذت عنوانا سياسيا هو العثماني كما سبقه العباسي والأموي وغيرها.
أما رئيس اللجنة التنظيمية والسفير السابق البروفيسور أحمد كافاس، فأشار إلى استيلاء الاستعمار الفرنسي على وثائق أرشيف متعلقة بالفترة العثمانية، داعيا الشباب إلى البحث في هذه الفترة التاريخية ذات الأهمية للشعبين.
وشهد الافتتاح تكريم الفقيد أ.د.مولاي بلحميسي، المتوفي سنة 2009 تاركا وراءه العديد من الدراسات منها «البحرية الجزائرية» و»مدينة الجزائر مدينة الألف مدفع». وقدم أ.د.ناصر الدين سعيدوني شهادة مؤثرة عن الفقيد، الذي حظيت حفيدته بتكريم من قبل السفير التركي.