جاءت رسالة التهنئة التي بعث بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في شكل نداء وجهه السيد الرئيس إلى المرأة الجزائرية، دعاها فيه إلى الانخراط في التوجهات الاقتصادية للبلاد والمساهمة في تجسيدها وكذا حماية الأسرة وتنشئة الأجيال والمساهمة في حماية الجزائر من كل الأخطار المحدقة بها سيما الإرهاب والجريمة المنظمة والحفاظ على مكتسبات المصالحة الوطنية.
اللافت في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة هو التعبير عن وجود إرادة قوية لا تريد لهذا اليوم أن يختصر في الجانب الاحتفالي فقط ولكن أن يكون محطة حقيقية تستوقفنا للنظر فيما تحقق على سبيل التمكين لهذه المرأة ومستقبلها في الجزائر .
رئيس الجمهورية عاد في رسالته إلى بطولات المرأة الجزائرية على مر التاريخ و بلائها الحسن في مقاومة الغزاة على مر التاريخ و جاء في الرسالة أن هذا اليوم فرصة تستوقفنا للترحم على شهيدات الجزائر سيما منهن اللائي سقطن في ثورة 1 نوفمبر المجيدة، كما توجه السيد الرئيس بذات المناسبة بعبارات التحية والتقدير إلى المجاهدات اللائي كن من صانعات الحرية وواصلن النضال من أجل معركة البناء والتشييد.
في هذا الصدد اعتبر رئيس الجمهورية أن المرأة كانت دائما شريكا فعالا في كل المراحل المفصلية التي عرفتها البلاد و خاصة في معركة البناء والإعمار من أجل جزائر عصرية ومتطورة.
رسالة رئيس الجمهورية وصفت مراحل نضال المرأة الجزائرية بالملحمة التي وجدت التثمين والاهتمام من قبل الدولة الجزائرية التي مافتئت تعمل على ترقية المرأة على جميع الأصعدة سيما بتعميم التدريس ما سمح للمرأة باحتلال النسبة الأكبر من المقاعد في الجامعات الجزائرية ومن ثمه تواجدها اللافت في كل مؤسسات وهياكل الدولة الجزائرية وهنا - أضاف السيد الرئيس- أن هذه الإنجازات لم تأت من فراغ ولكنها ثمرة إرادة سياسية قوية سمحت للمرأة أن تتبوأ هذه المكانة في المجتمع والدولة.
رسالة رئيس الجمهورية إلى المرأة الجزائرية بمناسبة الـ 08 مارس وبعد أن تطرقت إلى ما حققته هذه الأخيرة من خطى جبارة على طريق الترقية والتمكين، جدد الرئيس عزم الدولة الجزائرية على الاستمرار في هذا النهج وهو توجه –أضاف السيد الرئيس- جسده التعديل الدستوري الأخير من خلال التزام الدولة بترقية المرأة ومساواتها بالرجل في سوق الشغل وهذا أصبح شيئا ملموسا وهنا عبر الرئيس عن اعتزاز الجزائر بما حققته المرأة على صعيد المقاولاتية التي تكللت بحصول المرأة على نسبة 10 من المائة من نسبة المؤسسات التي تم إنشاؤها خلال السنوات العشر الأخيرة.
كما عادت رسالة الرئيس إلى المجهودات التي بذلتها الدولة من أجل تشجيع النساء الماكثات بالبيت وتعزيز دور المرأة أينما كانت في ربوع هذا الوطن من أجل خلق الثروة وتربية الأجيال.
وفي رسالة موجهة إلى أصدقاء الجزائر كما لأعدائها ذكر رئيس الجمهورية بما حققته المرأة الجزائرية في تمثيل بلادها في مختلف التظاهرات العالمية ما جعلها محط اعتراف إفريقي وعربي على حد سواء نظير دورها ومساهمتها وإبراز الوجه المشرف للجزائر ولهذين البعدين.
رئيس الجمهورية دعا النساء الجزائريات إلى السير على خطى أسلافهن داعيا إياهن إلى الانخراط في ثلاث جبهات أساسية:
على الصعيد الاقتصادي دعا السيد الرئيس المرأة الجزائرية إلى المشاركة بفعالية في معركة تخليص الاقتصاد الجزائري من التبعية إلى المحروقات من خلال المساهمة في بناء اقتصاد قوي وتنافسي يضمن استمرارية الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية .
على الصعيد الاجتماعي عبر السيد الرئيس على تعويل الدولة الجزائرية على المرأة في مواجهة الهجمات التي تستهدف تسميم الشباب الجزائري من خلال الترويج للمخدرات والآفات الاجتماعية الأخرى وهنا دعا رئيس الجمهورية الأمهات إلى لعب دورهن في تحصين الأبناء من هذه المخاطر و تنشئتهم على حب الوطن وعلى التماسك الاجتماعي ونبذ العنف.
أما ما يخص المخاطر التي فرضتها المعطيات الموجودة في دول الجوار على طول الحدود الجزائرية، ذكر الرئيس في رسالته بحالات اللاإستقرار التي تعيشها دول مجاورة ما أدى إلى ازدياد التهديد الإرهابي وخطر الجريمة العابرة للأوطان وأضاف في هذا الصدد أنه وبما أن الانتصار النهائي على الإرهاب والجريمة يتطلب انخراط الجميع - كما جاء في نص الرسالة -، دعا رئيس الجمهورية المرأة الجزائرية إلى لعب دورها الوقائي في معادلة الحفاظ على الجزائر وعلى أبنائها.
اليوم العالمي للمرأة شكّل فرصة اغتنمها رئيس الجمهورية لينوه كذلك خلال رسالته بالمناسبة ببسالة وتضحيات الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية في معركتها المتواصلة ضد الإرهاب والجريمة المنظمة والإشادة بالانتصارات التي حققتها في هذه المعركة، كما ترحم السيد الرئيس بالمناسبة على أرواح كل شهداء الواجب الوطني.
رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وفي ختام رسالته أكد على أن الوقفات الاحتفالية والتذكارية يجب أن تشكل فرصة للتعبئة على ضوء النتائج المحققة لاستكمال مسيرة بناء جزائر العزة والكرامة، معتبرا أن ما حققته المرأة أحسن مثال على ذلك واختتم رسالته بالترحم على أرواح شهداء الجزائر.