طباعة هذه الصفحة

اقتصرت المشاركة على 4 ولايات من الوسط

ترشيد النفقات تلقي بظلالها على ملتقى الشعر النسوي بالقليعة

القليعة: علاء ملزي

 أختتمت، مساء أمس، بمقر النادي الأدبي لدار الثقافة الدكتور أحمد عروة بالقليعة، فعاليات الطبعة الرابعة للملتقى الوطني للشعر النسوي، بمشاركة ما يربو عن 20 شاعرة، معظمهن من ولاية تيبازة المستضيفة. فيما قدمت الأخريات من ولايات البليدة والعاصمة وبومرداس، في حين شهدت الطبعات الثلاث المنصرمة مشاركة أكثر من 20 ولاية من مختلف جهات الوطن.

بحسب ما أشار إليه مدير دار الثقافة بوجمعة بن عميروش، فإنّ التظاهرة أضحت بفعل التقادم، تقليدا سنويا لا يمكن تجاوزه، بالنظر إلى علاقته الوطيدة بالشاعرات المحليات اللواتي يتم تكريمهن وتشعجيهن لبذل مزيد من الجهود الرامية لترقية نِتاجهن الأدبي، ألا أنّ ما أثّر سلبا على فعاليات الملتقى هذه السنة، كونه اقتصر على مشاركة الشاعرات القادمات من ولايات الوسط المحيطة بتيبازة، بحكم ضرورة الاحتكاك والاستنباط من تجارب النساء الشاعرات من المحيط، كإضافة لابد منها لفائدة الشعر النسوي المحلي.
ولم يخف مدير الدار بوجمعة بن عميروش، كون التظاهرة تأثرت سلبا بقضية ترشيد النفقات العمومية التي لا تسمح بدعوة عدد أكبر من الشاعرات.
 وكانت الشاعرات المشاركات اللواتي تتقدمهن الشاعرة سليمة مليزي، قد قدمن قراءات شعربة متنوعة على مدار يومين، شملت الشعر العمودي، الملحون والشعبي. غير انّ متتبعي الملتقى لاحظوا طغيان الشعر الملحون على النمط الملتزم أو العمودي، مما اضطر مؤطر الملتقى الشاعر عبد المنعم للتركيز على كون الشاعرة نازك الملائكة تعتبر أول امرأة تثور على الشعر العمودي سنة 1947 بقصيدة تتحدث فيها عن الكوليرا، غير أنّها تراجعت عن ثورتها بعد 7 سنوات من ذلك وعادت لتمارس وتكتب الشعر الملتزم الذي لا يمكن التخلي عنه.
وفي محاضرة له حول رواد التجديد في الشعر العربي، قال المحاضر عبد المنعم إنّ التطورات الحاصلة في المجتمعات العربية تقتضي بالضرورة ترقية الأساليب الشعرية المعتمدة وجعلها تتأقلم مع الواقع المعيش وذلك بالتخلي عن القافية المملة والكلمات الصعبة الشائعة في الشعر العربي القديم دون المساس بالطابع العمودي للشعر. كما قدّم مداخلة أخرى تتحدث عن نبذة تاريخية عن الشاعرات العربيات منذ الأزمنة الغابرة.
 وكانت الشاعرات المشاركات في الملتقى قد استفدن من رحلة سياحية بمختلف أروقة مدينة القليعة العتيقة وبهدايا رمزية في نهاية التظاهرة، بالتوازي مع تكريم المشاركات في الصالون الولائي للمرأة المنتجة الذي نظمته الدار بأروقتها على مدار 4 أيام متتالية تزامنا وتظاهرة عيد المرأة، بحيث اختتمت جلّ التظاهرات المقامة بحفل فني أقيم على شرف النساء المشاركات وأحيته كل من نوال إيلول من القليعة وسليم بدلة من فوكة.