تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش الوطني الليبي ومليشيات مسلحة بمنطقة الهلال النفطي، أمس. فيما وصفت الأمم المتحدة المعارك المحتدمة بالتصعيد الخطير الذي يهدد حياة المدنيين ويقوض مساعي الحل السياسي.
شهدت أمس، منطقة رأس لانوف والمناطق المحيطة بالهلال النفطية قتالا عنيفا بين قوات الجيش الليبي التابعة للمارشال خليفة حفتر ومليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي، التي سيطرت على بعض المنشآت النفطية في وقت سابق.
استخدمت قوات حفتر، الطائرات الحربية لقصف أرتال التنظيم المسلح، بغية استعادة قبضتها على المواقع التي فقدتها، يوم الجمعة، متهمة المليشيات بالتحالف مع تنظيم القاعدة الإرهابي وبعض المرتزقة.
نددت الأمم المتحدة بأعمال العنف التي تعرفها المنطقة الإستراتيجية، وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، إن التصعيد العسكري بمنطقة الهلال النفطي «يشكل تهديدا خطيرا» لمصدر معيشة الملايين من الليبيين.
دعا كوبلر في تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ضبط النفس لمنع المزيد من التصعيد، والعمل على حماية المدنيين والمنشآت النفطية في ليبيا.
من جانبه، استنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية الاشتباكات المسلحة التي تشهدها منطقة الهلال النفطي، منذ صباح الجمعة، نافيا صدور أي «أوامر أو تعليمات من أي نوع، ولأي قوة كانت بالتحرك العسكري نحو المنطقة النفطية».
قال المجلس في بيان له، أول أمس، إنه «لن يقف مكتوف الأيدي إذا استمر التصعيد في الهلال النفطي»، مشيرا إلى أنه «يملك خيارات لردع المستهترين».
لفت البيان إلى وجود رابط بين «التصعيد العسكري والجهود المبذولة داخليا وخارجيا لتحقيق مصالحة وطنية ليبية لتوحيد الصف واجتياز ليبيا لمحنتها على عدة أصعدة»، مؤكدا أن «النفط هو ثروة مملوكة لكل الليبيين ومصدر رزقهم الوحيد».
وجه مجلس النواب الليبي رسالة عاجلة إلى الأمم المتحدة و مجلس الأمن قال فيها أن الهجوم على مواقع النفط نفذته ميليشيات تابعة لتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
كما أدان البرلمان الهجوم، وحمل، في بيان رسمي له، المسؤولية لــ»من وفر المأوى والدعم المادي والعسكري من أطراف داخلية ودول أجنبية لهذه الجماعات الإرهابية»، واصفاً العمل بــ»الجبان وهدفه زعزعة الأمن وتعريض المنشآت النفطية لخطر التدمير».
ختم بيانه بالقول، إن «على دول العالم والأمم المتحدة اتخاذ موقف واضح من هذه الأعمال الإرهابية كما ندعو مجلس الأمن لرفع حظر التسليح عن الجيش الليبي الذي يتصدى لحربه ضد الإرهاب والتطرف وسط تخاذل المجتمع الدولي».
من جهته، أكد المتحدث باسم قوات الجيش، أحمد المسماري، تدمير أكثر من 40 % من قوة سرايا الدفاع التي وصفها بــ»الإرهابية والمرتبطة بالقاعدة والمدعومة من حركات تمرد تشادية».
قال المسماري في معرض حديثه عن تفاصيل العمليات العسكرية في منطقة الهلال النفطي، خلال مؤتمر صحفي ليل الجمعة: «لدينا معلومات مؤكدة عن وصول دعم من حركات تمرد تشادية لمنطقة القتال، كما أن لدينا أربعة أسماء من قادة القاعدة التحقت بالقتال حالياً».
كما أوضح أن «الانسحاب من منطقة السدرة جاء للحفاظ على سلامة المنشآت النفطية»، مؤكداً أن «قوة ميليشيات السرايا في تهاوٍ وتراجع كبير بسبب قصفها، فيما لا تزال القوات على الأرض تتعامل مع الميليشيات في أكثر من منطقة، غرب الهلال النفطي».