بينما يواجه المرشح اليميني للرئاسيات الفرنسية فرانسوا فيون تحديات كبيرة، إثر فتح تحقيق قضائي في شبهات الوظائف الوهمية التي تحوم حول عائلته،الى درجة تراجعه في استطلاعات الرأي إلى المركز الثالث وراء مارين لوبان ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون، فإن هذا الاخير الذي يرأس حركة «إلى الأمام» ماض في تعزيز حظوظه، خاصة بعد أن رفع النقاب عن جزء من برنامجه الاقتصادي، نهاية هذا الأسبوع، ليرد على الانتقادات الموجهة له من طرف منافسيه في الانتخابات الرئاسية، والتي تأخذ عليه غموض برنامجه الاقتصادي ونقص الرؤية الدقيقة بالنسبة لمستقبل فرنسا.
من بين الإجراءات التي سيتخذها إيمانويل ماكرون في حال توليه منصب رئيس الجمهورية في ماي المقبل تخصيص 50 مليار يورو من أجل الاستثمار، من بينها 15 مليار يورو لتمويل دورات تكوينية للشبان الفرنسيين والعاطلين لكسب مؤهلات جديدة تسمح لهم بالعودة إلى عالم العمل.
كما ينوي إنفاق 15 مليار يورو خلال خمس سنوات لتعزيز ما يسمى بالاقتصاد التضامني الجديد الذي يحترم البيئة، وتحديث وسائل النقل العمومية والصحة وتعزيز الإدارة الرقمية، فضلا عن التخلي عن الطاقة النووية بشكل تدريجيي واستبدالها بالطاقة المتجددة.
تعزيز القدرة الشرائية
بالمقابل، يخطط ماكرون الذي لقي الدعم من رئيس حزب الحركة الديمقراطية (الوسط) فرانسوا بايرو ، لإلغاء 120 ألف وظيفة في القطاع العام خلال الخمس السنوات المقبلة والتحكم في الميزانية العامة لكي لا يتجاوز العجز المالي 3 بالمئة وفق ما ينص عليه الاتحاد الأوروبي. كما تعهد أيضا بعدم رفع قيمة الضرائب المفروضة على الفرنسيين، بل تخفيضها بهدف «تعزيز قدرتهم الشرائية وتشجيع الاستثمار». كما يخطط أيضا لإلغاء ضريبة السكن التي يدفعها بعض الفرنسيين ذوي الدخل المتدني، ابتداء من عام 2019 .
إنشاء حكومة أوروبية
أوروبيا، يقترح ماكرون إنشاء حكومة أوروبية مشتركة تضم جميع الدول الأعضاء تتمتع بميزانية خاصة بها، إضافة إلى برلمان أوروبي تشارك فيه دول منطقة اليورو فقط وهي 19 دولة، إضافة إلى العمل على توحيد السياسات الضريبية والاجتماعية.
اما أمنيا، فيخطط ماكرون لتوظيف 10 ألاف شرطي ودركي إضافي في غضون الثلاث السنوات المقبلة والاعتماد من جديد على الشرطة «الجوارية» التي تتواجد غالبا في الأحياء الشعبية الفقيرة، فضلا عن رفع من ميزانية وزارة الدفاع الوطني بـ2 بالمئة من الميزانية العامة للدولة وذلك لمجابهة المخاطر الأمنية التي تهدد فرنسا.
يواجه إيمانويل ماكرون انتقادات من المرشحين الآخرين بحجة أنه الوحيد الذي لم يكشف كليا عن برنامجه الانتخابي، لكن يبدو أن ماكرون يعتمد على إستراتيجية انتخابية جديدة ترتكز على الغموض المتعمد مع الإعلان من حين إلى آخر على اقتراحات أو أفكار في مجالات مختلفة.