طباعة هذه الصفحة

سوناطراك تحيي الذكرى تأميم المحروقات بحاسي مسعود

مناقصـــــة لضــــخ 54 ألــــف ميغـــــاواط مــــن الطاقــــات المتجــــددة شهـــــر مــــارس

حاسي مسعود: مبعوثة «الشعب» فضيلة بودريش

 

 53 شركة مهتمة بإنجاز 3 مصافي للوقود

احتفى مجمع سوناطراك بحاسي مسعود. القلب النابض للثروة النفطية، بذكرى بسط السيادة على الثروات الباطنية وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، التي تتزامن وتاريخ 24 فبراير، حيث تم تسطير برنامج ثري لم يقتصر على ولاية ورقلة وحدها وبالتحديد حاسي مسعود، بل شمل إلى جانب ذلك كلا من العاصمة ووهران وسكيكدة.

خلال يومين كاملين، أشرف الرئيس المدير العام أمين معزوزي، على تكريم العمال وتفقد عديد المشاريع الطاقوية، التي تنتظر التدشين وأخرى تجري فيها الأشغال، بهدف الوقوف على مدى تقدم وتيرة الإنجاز في مجموعة من المشاريع، مقدما عديد التوجيهات للإطارات والعمال.
علما أن الاحتياطي النفطي عبر حقول حاسي مسعود، بحسب التقديرات، سوف يغطي على مدار 50 عاما كاملة، حيث يتواجد بالمنطقة ما لا يقل عن 1500 بئر للطاقة.
بداية زيارة عمل الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أمين معزوزي، جاءت من حوض الحمراء عشية الاحتفاء بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وكذا تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. أما زيارة اليوم الثاني فكانت بحاسي مسعود.
وكان وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، قد أكد على الأهمية التي يكتسيها هذا الحدث التاريخي والقرار الاقتصادي المحوري، في كلمة له، قرأتها بالنيابة عنه الأمينة العامة للوزارة فاطمة الزهراء شرفي. علما أن الوزير وصف قرار الرئيس الراحل هواري بومدين، الذي أقر التأميم، بالمنعرج الهام الذي مكن الجزائر من استرجاع سيطرتها على ثرواتها الباطنية، واعتبره في نفس السياق بالقرار الجريء وغير المسبوق وحافزا قويا بوأ الجزائر لأن تحقق عديد المكاسب.
 وذكر الوزير بوطرفة، أن هذا اليوم يستدعي الوقوف لاسترجاع ذكرى المواقف الشجاعة للمسؤولين والعمال في تلك الحقبة، والذين رفعوا التحدي واتخذوا هذا القرار المصيري.
وعاد الوزير ليعترف في نفس المداخلة، بأن بداية تأميم المحروقات، كانت انطلاقة حقيقية نحو بداية إرساء الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية الضخمة، بفضل المداخيل المعتبرة للطاقة.
وبدا الوزير بوطرفة حريصا على ضرورة مواصلة ترقية هذا القطاع الاستراتيجي والحيوي والذي كان الحلقة الجوهرية ومازال في تنمية الاقتصاد الوطني، من خلال مشاركة عماله وحتى يبقى قويا وفعالا ومؤثرا في التطور الاقتصادي والاجتماعي واستحداث مناصب الشغل وتحسين الخدمة العمومية.
ويرى الوزير، من أجل تكريس الهدف تم إرساء برنامج طموح للبحث والاستكشاف وعن طريق استغلال جميع الحقول للرفع من احتياطاتنا وضمان الأمن الطاقوي بفضل التكنولوجيات الجديدة. وذكر أنه تقرر إنشاء عدة مصافٍ جديدة في كل من تيارت وحاسي مسعود وبسكرة، بهدف الرفع من سقف الإنتاج الذي وصل إلى 45 مليون طن سنويا. علما أنه سوف يتم تدعيم شبكة التزود بالوقود بإنشاء نحو 300 محطة، ورفع طاقة التخزين إلى 30 يوما، وربط ما لا يقل عن مليون مسكن بالغاز وحوالي 220 ألف ساكن بالكهرباء وهذا ما يسمح برفع الربط بالغاز الطبيعي إلى مستوى 60 من المائة والكهرباء إلى 99 من المائة. كما أنه يرتقب، مع نهاية عام 2017، مد أنبوب الغاز الرابط ما بين جانت وتمنراست من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
أما بخصوص الطاقات المتجددة، بحسب الإحصائيات التي قدمها الوزير، فإن البرنامج الوطني يهدف إلى تركيب 22 ألف ميغاواط، ومن المقرر أن يتم الرفع من حصة ضخ الكهرباء من الطاقات المتجددة إلى ما لا يقل عن 27 من المائة في آفاق عام 2035. علما أنه تم استخراج نحو 400 ميغاواط من الطاقات المتجددة عبر 14 ولاية من الطاقة الشمسية والرياح.
وبهدف مواصلة تجسيد البرنامج الطموح، ينتظر إطلاق مناقصة وطنية ودولية لاستخراج 4000 ميغاواط خلال الثلاثي الأول من عام 2017.
الجدير بالإشارة، تم إنشاء نشاط النقل بالأنابيب وأول أنبوب للمحروقات رأى النور كان عام 1956، حيث ربط حاسي مسعود وتقرت وطوله ناهز 162 كلم، وبعد ذلك، أي استجابة لتطور الإنتاج، تم إنجاز الأنبوب العملاق الرابط بين حاسي مسعود وحاسي الرمل، الذي تم إنشاؤه من طرف مجمع سوناطراك. لتتطور بعدها الشبكة وصارت توفر نظام نقل للقنوات، ومركز وطني لضخ الغاز وآخر للمحروقات السائلة بقدرة إجمالة تناهز 2870000م.ط.
بينما دعا خلاف جرود، الأمين العام لنقابة عمال مجمع سوناطراك، العمال إلى مواصلة جهود تقوية الحوار الاجتماعي ووقف على الدور الذي لعبه الاتحاد العام للعمال الجزائريين في الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء المركزية النقابية. ولم يخف أن إحياء الذكرى يأتي هذه السنة في ظرف لا يخلو من التحديات الاقتصادية التي تواجه بالعمل وإرادة الجميع. ولم يفوت الفرصة ليقف على مساهمة نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، كشريك، في ترقية الأداء الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
وكشف إطار في سوناطراك، أن التقديرات الحالية تؤكد أن احتياطي الطاقة في حقول حاسي مسعود يمكنها أن تغطي لمدة لا تقل عن 50 عاما، مشيرا إلى تواجد نحو 1500 بئر للطاقة.