طباعة هذه الصفحة

المنتخـــــــب الوطنـــــــي لكـــــــرة القـــــــدم سيّـــــــدات

عندما تنتقل عدوى السّاحرة المستديرة إلى الجنس اللّطيف

المركز التّقني لسيدي موسى: سارة صرياك

حلمهـــــن أن تمتلـــــئ المدرّجات بالمشجّعين وتعلو الهتفــــات بأسمائهــــن

 اللاّعبات: وفّرت لنا  الإمكانيات ونطمح إلى تحقيق نتائج مشرفة

لا أحد ينكر شعبوية الكرة المستديرة والعشق الكبير الذي تحظى به والذي يزداد يوما بعد يوم، لن نقول في الجزائر فقط بل في العالم ككل، عدوى هذا العشق انتقلت إلى الفتيات لتتجاوز التّشجيع من بعيد إلى ممارسة هذه الرياضة، «القوّة النّاعمة» لم تفوّت فرصة تواجد الفريق الوطني بالمركز التقني لسيدي موسى تحضيرا لتصفيات كأس أمم إفريقيا لتقوم بزيارة لاعبات المنتخب الوطني اللاّتي جمعهن حب رياضة كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال، فما السر وراء اختيارهن وما قصة هذا الشّغف باللعبة الذي أوصلهن إلى أن يمثّلن الجزائر في المحافل الدولية؟

وقفت«القوة النّاعمة»على الأجواء الحماسية والتفاؤل الكبير الذي يحذو لاعبات المنتخب الوطني أثناء التحضيرات، خاصة وأنهن واعيات بأهمية المأمورية القارية، ورغم أنّنا لم نتمكّن من الحديث مع كل اللاعبات والتعرف على مشوارهن الذي قادهن إلى صفوف المنتخب لضيق الوقت، إلا أنهن أجمعن على تلقيهن الكثير من الدعم سواء من العائلة أو من الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم.
الفريق الوطني كان حلما  لهن
 أكّدت قائدة الفريق الوطني واللاعبة الأكثر خبرة في المنتخب سكوال فاطمة أنّهن يقمن بالتحضير في أجواء رائعة، في ظل توفر كل الإمكانيات والظروف المناسبة لكي يركّزن على العمل الميداني رفقة الطاقم الفني الذي يقوده عز الدين شيح. وعن تجربتها قالت محدّثتنا: «بدأت ممارسة كرة القدم عندما كان عمري 14 سنة ومررت بعدة فرق وحاليا أنا أنشط في صفوف نادي آفاق غليزان منذ 7 سنوات، نجحت في ممارسة كرة القدم رغم صعوبة المهمة والحمد لله تمكّنت من تحقيق حلمي في الانضمام إلى الفريق الوطني منذ2002 بعدما وجدت الدعم من عائلتي، خاصة والدي وأخي الأكبر بالإضافة للعمل الجاد والمثابرة ما أعطاني الفرصة لتدعيم رصيدي بمشاركات دولية تمثلت في أربعة طبعات من كأس إفريقيا، 3 مرات في الألعاب الأفريقية حقّقنا في آخرها المركز الثالث بالموزمبيق كما كان لي شرف المشاركة في نيل لقب أول بطولة عربية بمصر».
وعن طموحها تقول قائدة الخضر: «نطمح لتشريف الألوان الوطنية من خلال تحقيق التأهل لقادم المواعيد القارية ولم لا الانتقال إلى المشاركات العالمية خاصة أننا مجموعة متماسكة ونلعب بإرادة قوية،   أستطيع أن أقول أنّنا أصبحنا عائلة واحدة، والميزة الحالية هي وجود عدة وجوه شابة بإمكانها إعطاء الكثير في المستقبل في ظل الدعم الذي نلقاه».
أما اللاعبة بارة فاطمة  فتقول: «قصّتي مع الكرة بدأت مبكرا في سن الـ 11 عندما كنت ألعب في الحي الذي أسكن فيه، هي بالنسبة لي موهبة أعانني والدي على تنميتها فهو الذي لطالما شجّعني، كلاعبة مررت بعدة أندية لأستقر باتحاد العاصمة بالإضافة إلى كوني لاعبة المنتخب الوطني وهو حلمي الذي تحقق».
«نحن بصدد التحضير تضيف فاطمة على المدى الطويل لتكوين فريق قوي خاصة من الجانب البدني لدخول التصفيات بمستوى مشرف، ولم لا تكون لي مشاركة خامسة في كأس إفريقيا رفقة الزميلات معي في الفريق. أما عن حلمي فهو أن تمتلئ المدرجات ونلقى التشجيع من الجمهور لأن هذا يحفّزنا على العطاء أكثر في الميدان، يحز في نفسي تقول فاطمة عندما نشارك في البلدان الإفريقية ونشاهد الملاعب ممتلئة على غرار مباريات الذكور».
ممارسة كرة القدم لم تمنعنا من عيش حياتنا كفتيات
كشفت أحسن حارسة مرمى على المستوى الوطني تاقنينت كاهنة من بجاية، أنّ الأمر لم يكن سهلا بالنسبة لها بسبب تردّد عائلتها في دخولها عالم الكرة، غير أنّ عشقها للرياضة ككل منذ صغرها تركها تصر على رغبتها، وعندما تمّ إنشاء فريق جديد لكرة القدم ببجاية دخلت مباشرة تقول كاهنة، وأنا وهي لم تكن قد مارست سابقا هذه الرياضة حيث بدأتها في سن ١٦ سنة، وتضيف بالعمل طبعا ومن حسن حظي أني كنت أجد مدرب حراس في كل فريق انتقل إليه وفي الفريق الوطني دربني أحسن المدربين الحمد لله مع الوقت تحسّنت».
وعن الصّعوبات تتحدّث كاهنة قائلة: «مرّت علينا فعلا فترة من الركود وقلة المنافسة لكن في السنوات الأخيرة هنالك تطور في مستوى البطولة»، وعن سؤال «القوة الناعمة» عن ارتداد كاهنة الحجاب أجابت: «أنا أرتدي الحجاب والأمر لم يمنعني أبدا من ممارسة الرياضة بل يزيدني قوة، أنا أحب أن أكون مثالا للمرأة الملتزمة والتي تقوم بما تحبه».
وأضافت كاهنة: «أتمنّى أن نكمل المشوار ونحقّق نتائج مشرفة ونكونوا قدوة للاجيال القادمة».
أما أحسن لاعبة في البطولة مهني نعيمة من ولاية وهران ولاعبة آفاق غيلزان، فقاسمت زميلاتها نفس الرأي وتقول نعيمة أنها بدأت لعب كرة القدم في سن ٧ سنوات بدعم من عائلتها، وأن المشوار لم يكن سهلا للوصول إلى الظفر بلقب أحسن لاعبة واللعب في المنتخب الوطني والمشاركة معه في ٣ كؤوس إفريقية وكذا الألعاب العربية، فهذا لم يتأت حسبها سوى بالعمل الجاد، كما تطمح لتألق أكبر ولم لا على المستوى القاري، ولم تنس نعيمة شكر مدرب الفريق عز الدين شيح الذي أعطاها الفرصة.  
 نطمح لتحقيق نتيجة مشرفة في البطولة الإفريقية القادمة
أكّدت كل اللاّعبات أنّهن يحظين بكل الإهتمام ووفّرت لهن كل الإمكانيات تحت إشراف الأب الرّوحي كما قلن ومدرب الفريق عز الدين شيح، كما يعدن الجمهور الذي يتمنين أن يتابعهم بقوة، بمشوار مشرف في التصفيات المقبلة ولما لا تحقيق نتيجة في النهائيات.