حققت الحملة العسكرية العراقية لتحرير غرب مدينة الموصل، تقدما ملحوظا، إذ نجحت القوات العراقية في تطهير مساحة واسعة من الساحل الأيمن من المدينة وباتت على بعد 5 كيلومترات جنوبي المطار، يتزامن ذلك مع تنامي المخاوف من سوء أوضاع مئات الآلاف من المدنيين، لاسيما مع أنباء حول وجود نقص كبير في المياه والغذاء.
وبعد أن تم تحرير الجانب الأيسر للمدينة من سيطرة التنظيم في 24 جانفي الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس في بيان له عن انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل وانطلاق صفحة جديدة من عمليات “ قادمون يا نينوى” لتحرير الجانب الأيمن من الموصل وتحرير المواطنين من إرهاب “داعش”، قائلا “إن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض “، على ما ورد في البيان.
تجدر الإشارة إلى أن الجانب الغربي من مدينة الموصل، الذي يطلق عليه سكان المدينة تسمية “الساحل الأيمن”، أصغر من حيث المساحة لكن كثافته السكانية مقارنة بالجانب الشرقي أكبر، ويعد معقلا تقليديا قديما للمسلحين.
وتنتشر قوات تابعة لوزارة الداخلية ومن الشرطة الاتحادية منذ نوفمبر الماضي في مواقع على الأطراف الجنوبية من مطار الموصل التي تربط أحياء جنوبية للمدينة بالضفة الغربية من نهر دجلة.
وتخوض القوات العراقية والقوات المساندة لها معركة صعبة في الساحل الايمن لمدينة الموصل بعد توقف دام نحو شهر، منذ إحكامها السيطرة على الساحل الأيسر للمدينة.
وبحسب مراقبين فإن صعوبة المعركة في القسم الغربي تكمن في عدة معطيات، بسبب كثافة تواجد السكان في ذلك القسم، كما يتعذر على الدبابات والمدرعات التحرك في الشوارع والأزقة الضيفة لغرب المدينة، إلى جانب خطورة شبكة الممرات والأنفاق التي بناها التنظيم الإرهابي والتي قد يستخدمها في عمليات الاختباء والقتال.
تخوفات حول مصير المدنيين
وتتزامن عملية تحرير الموصل مع تنامي المخاوف من سوء أوضاع مئات الآلاف من المدنيين العالقين في الجانب الغربي من المدينة، لاسيما مع أنباء حول وجود نقص كبير في المياه والغذاء، فضلا عن تعرض السكان لمضايقات متزايدة من مقاتلي تنظيم “داعش” الذين يستعدون لصد هجوم القوات العراقية.
وحذرت منظمات إنسانية دولية من الوضع المأساوي للمدنيين، حيث ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق أنه “مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق غرب الموصل هناك عشرات الآلاف من الأسر المعرضة للخطر الشديد، وتؤكد الدراسات المسحية التي أجريت حديثا مع الجهات الرئيسية في تزويد المعلومات بأن إمدادات الغذاء والوقود تتضاءل وأن الأسواق والمحلات التجارية قد أغلقت والمياه الجارية نادرة والكهرباء في العديد من الأحياء السكنية إما تعمل بصورة متقطعة أو قطعت تماما”.
وتقدر الأمم المتحدة بأن هناك ما بين 750 إلى 850 ألف شخص من المدنيين المقيمين في الجزء الغربي من مدينة الموصل.
للتذكير فإن تنظيم “داعش” الإرهابي تمكن في العاشر من جوان 2014 من السيطرة على مدينة الموصل وكذلك على منشآت حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار، وقنوات تلفزيونية أعقب ذلك إطلاق ألف سجين من السجن المركزي.