طباعة هذه الصفحة

نقاش مستفيض حول الاتحاد المغاربي

تجــــاوز العــــراقيـــل الهيكليــــــــــــة

حياة / ك

حظيت قضية الصحراء الغربية بجانب هام من النقاش الذي دار أمس في»  منتدى الشعب « بمناسبة الذكرى ال28 لإنشاء اتحاد دول المغرب العربي، حيث ركزت الأسئلة المطروحة من قبل الحضور على مستقبل الاتحاد في ظل الإشكاليات و العراقيل التي يواجهها سياسية كانت أو اقتصادية، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الجزائر لتجسيد هذا المشروع الاستراتيجي .


رد الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي السعيد مقدم على الأسئلة المطروحة بكل صراحة، كما رفض التعليق في رده عن  سؤال طرحه صحفي من جريدة «المحور اليومي « على تصريحات العاهل المغربي في قمة الاتحاد الإفريقي الأخير ، لكنه قال إنه  «لم يصلنا أي شيء مما قاله الملك محمد السادس، و ما لمسته مؤخرا في المملكة المغربية منهم رئيس الحكومة، أنها متشبثة بهذا المشروع الاستراتيجي «.
وأبرز في معرض رده على السؤال، أن هناك اتفاق اليوم، على ضرورة إعادة النظر في هياكل الاتحاد، كما جاء في رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و الملك محمد السادس، لافتا إلى أن هناك إجماع من قبل الدول المغاربية لتجاوز العراقيل الهيكلية لبناء هذا الصرح الوحدوي .
وعلق على الكلام الذي قاله الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، واعتبر أنه «أزعج الكثير»، و كان من المفترض – كما قال - أن يكون هناك لقاء لمجلس وزراء الشؤون الخارجية بتونس في شهر فيفري الجاري، و كما تعلمون أن لكل مؤسسة اتحادية مسؤول يقدم تقريره أمام الأمين العام لاتحاد المغرب العربي .
 
التوقيع على 6 اتفاقيات من أصل 38 اتفاقية

وأضاف الدكتور مقدم في هذا الصدد «نحن كمؤسسة اتحادية نقدم تقريرينا لرؤساء الدول، بعد المرور على مجلس وزراء الخارجية، و قد قدمنا خلال الأسابيع الأخيرة تقريرا، أشرنا فيه إلى المشاكل التي تعترض المشروع الوحدوي، أكدنا من خلاله على ضرورة  تسريع وتيرة العمل «، كاشفا أن من بين 38 اتفاقية و معاهدة، لم يتم المصادقة إلا على 6 فقط من الدول المغاربية ككل، مع تسجيل تفاوت بين الدول حيث وقعت الجزائر 28 اتفاقية و ليبيا 24 اتفاقية بينما تونس و المغرب وقعتا على عدد أقل منها.
و المشكلة الأساسية في التعطل الذي يشهده هذا الكيان المغاربي -حسب مقدم - تتمثل في عدم وجود برلمان مغاربي، يتمتع ببعض الصلاحيات، كالمصادقة على اتفاقيات الاتحادية، مبرزا أنه شخصيا ليس مع المقترح الذي يدعو إلى تحيين هذه الاتفاقيات والقرارات ، وإنما  مع مقترح إعادة النظر جذريا في الصلاحيات وبعض المهام .
أوضح مقدم في رده على السؤال الذي طرحه مندوب  جريدة «الخبر» حول تعطل مسار الاتحاد و علاقة ذلك بالنزاع في الصحراء الغربية، أن بناء الاتحاد المغاربي «مقيد بمدى احترام المغرب للشرعية الدولية فيما يتعلق بالصحراء الغربية»، مذكرا أن الاتحاد تأسس سنة 1989، بينما القضية مطروحة منذ 1974.

اقتراح إنشاء برلمان مغاربي

وأضاف في هذا الإطار أن دول الاتحاد قد اتفقت على ترك قضية الصحراء الغربية للأمم المتحدة، و قد تحدث بكل صراحة قائلا « الجزائر لم تشترط في يوم من الأيام أن تدرج القضية في جدول الأعمال، ولم يسبق لأي بلد من بلدان المغاربية أن اشترطت تسجيل هذه القضية ضمن جدول أعمال الاجتماعات التي تعقد، لا في مجالس الوزراء الخارجية و لا في المجالس الأخرى «.
و كشف في ذات السياق أن هناك اتفاق جزائري مغربي على عدم إبقاء الحدود مغلقة، في الوقت الذي ننادي بتكتل يضم جميع أبناءه، لافتا إلى أن الوزير الأول كان قد صرح منذ أقل من شهر أن الجزائر مستعدة لبحث الملفات العالقة بين الجزائر و المملكة المغربية، وهذه مبادرة طيبة ويعتقد أن هذا هو المسار الأمثل، لأن العلاقات الثنائية تساعد على تعزيز المتعددة الأطراف.
 
ميلاد الاتحاد المغاربي للمستهلكين مبادرة جزائرية

ومن جهته، أعلن حسان نائب رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين خلال مداخلته في النقاش عن تأسيس الاتحاد المغاربي للمستهلكين، انطلاقا من إيمان قاطع من أن الاتحاد يبنى من المجتمع المدني، مفيدا أن هناك اتفاقات مبرمة من قبل اتحاديات حماية المستهلك للدول المغاربية .
وأبرز أن من خلال هذا الفضاء المغاربي يتم تبادل الخبرات في مجال حماية المستهلك، لأن هذا الأخير يعاني من نفس المشاكل في جميع دول الاتحاد المغاربي، هناك ثقافة وتقاليد متشابهة في النمط الاستهلاكي، و طلب في هذا الصدد بأن يكون هناك تشجيع للجمعيات الوطنية لعقد لقاءات في جميع المجالات منها الاقتصاد والرياضة، بالإضافة إلى تشجيع الاحتكاك بين الحركات الطلابية بين هذه الدول .