بهدف تقييم منظومة التكوين والتعليم، ترأس الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يوم الأربعاء 15 فيفري 2017، بالمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة بالناحية العسكرية الأولى، اجتماعا للإطارات المكلفين بالتكوين بالجيش الوطني الشعبي.
حضر هذا الاجتماع رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، رؤساء أركان قيادات القوات، قادة مؤسسات التكوين العسكرية والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية، وهذا حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني تلقت "الشعب" نسخة منه.
في كلمته الافتتاحية التي بثت إلى كافة مؤسسات التكوين العسكرية باستعمال نظام التحاضر عن بعد، وبحضور طلبة المدرسة العسكرية متعددة التقنيات، والمدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس ومدرسة أشبال الأمة بالبليدة، أكد السيد الفريق على أهمية هذا الاجتماع السنوي التقييمي مذكرا بما تم تسخيره من إمكانيات بيداغوجية متطورة يسهر على استغلالها نخبة من المؤطرين والمكونين والمسيرين من ذوي التأهيل العالي، مبرزا الرعاية التي يوفرها الجيش الوطني الشعبي لأبناء الشعب الجزائري بفضل العناية الشديدة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني للجيش الوطني الشعبي وللمنظومة التكوينية بالخصوص:
"ينبغي أن لا يغيب عن أذهانكم أبدا، أنه ما كان لشعبكم بمختلف شرائحه وفي كافة ربوع الجزائر، أن يحظى أبناؤه في كنف أحضان جيشه، بهذه الرعاية وبهذه العناية وتفتح أمام فلذات أكباده، إناثا وذكورا أبواب المستقبل الواعد، قلت، ما كان ليتحقق ذلك، لولا العناية الشديدة والمتواصلة التي ما فتئ يوليها فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، للمسار التطويري للجيش الوطني الشعبي، عموما، وللمنظومة التكوينية العسكرية بصفة خاصة، التي تعززت مكاسبها مع بداية الفصل الدراسي الثاني، من خلال القرار الذي اتخذه فخامة الرئيس، المتمثل في فتح المجال أمام الشبلات للالتحاق بمدرسة أشبال الأمة بالبليدة، ومزاولة دراستهن في أقسام نموذجية، وهذا بداية من الفصل الثاني للسنة الدراسية الحالية 2016-2017، في انتظار تعميم تطبيق هذا القرار، ابتداء من السنة الدراسية القادمة 2017-2018، على مستوى المدرسة الثانوية لأشبال الأمة في كل من سطيف ووهران.
والأكيد أن اتخاذ وتبني هذا القرار وتطبيقه في وقت وجيز، بل وقياسي، لفائدة الجيش الوطني الشعبي، أي لفائدة الجزائر، هو امتداد للحرص الشديد الذي ما انفكت توليه القيادة العليا في سبيل تطوير منظومتنا التكوينية وتمكينها أكثر فأكثر من أداء دورها الأساسي، ألا وهو تزويد الجيش الوطني الشعبي بالكفاءات البشرية العالية التأهيل إناثا وذكورا، وذلك وفقا لاحتياجاته الوظيفية الحقيقية".
السيد الفريق ذكر بالمآثر الخالدة للتاريخ الوطني العريق ومسار الثورة التحريرية المجيدة، داعيا الشباب أن لا ينسوا أبدا الماضي التليد للأجداد والأسلاف الذين بصبرهم وكبريائهم واجهوا أعتى أشكال الاستعمار الاستيطاني في العصر الحديث:
"فتحقيقا لهذه المقاصد السالفة الذكر، فإنه حري بكم أنتم أيها الشباب، أن تقدروا عظمة وطنكم وأن تحفظوا، طيلة حياتكم، تاريخ شعبكم المجيد الزاخر بالأمجاد والبطولات، وحري بكم بالتالي، أن لا تنسوا الماضي التليد لأجدادكم وأسلافكم الذين عايشوا بصبر وكبرياء، أعتى أشكال الاستعمار الاستيطاني الذي اتسم بشكل منقطع النظير ودون غيره بهمجية بشعة، وبطبيعة سلوكية فظيعة وعنصرية لا مثيل لها، فذلكم هو الرصيد التاريخي للجزائر الذي ينبغي، وأعيد ذلك مرة أخرى أمامكم اليوم، قلت ينبغي أن تسمو به الهمم وتتقوى بفضله العزائم وتتوحد الصفوف والجهود وتوضع الجزائر في القلوب وفوق الرؤوس والهامات وتحفظ من أي مكروه حتى يبقى مستقبلها يضاهي تاريخها العريق".
السيد الفريق ثمّن دلالات التبجيل والتقدير والعرفان التي يكنها الشعب الجزائري لجيشه وثقته في قدرات قواته المسلحة ، وهي الثقة التي يعتز بها الجيش الوطني الشعبي أيما اعتزاز وتزيده عزما على مواجهة كافة التحديات المعترضة:
"في هذا الصدد، إنه لا يكفينا إطلاقا بأن تكون منظومة التكوين للجيش الوطني الشعبي، قادرة على مواكبة متطلبات التكوين العصري والنوعي المتماشي مع الاحتياجات المتعددة وظيفيا ومهنيا، بل نسعى على أن تكون أيضا وبالأساس، تربة خصبة وكريمة المنبت، ترسخ في عقول وأذهان الأفراد العسكريين بمختلف مستوياتهم وفئاتهم، مبادئ التفكير الإيجابي والرصين والعقلاني الذي يعينهم على إدراك المعاني الحقيقية للمسؤولية الموضوعة على عاتقهم، ويكفل لهم بالتالي أداء واجبهم الوطني على الوجه الأكمل في كافة الظروف والأحوال.
تلكم هي المواصفات التكوينية والمعرفية والمهنية والسلوكية الشاملة والمتكاملة، التي نعتبرها بمثابة الدعامة الأساسية والفعلية لنجاح الجهود التطويرية الحثيثة والمتواصلة التي يشهدها الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة على مستوى كافة مكوناته، وهي نتائج بقدر ما تعزز ثقة الشعب الجزائري في قدرات قواته المسلحة وفي جاهزيتها الدائمة ليل نهار، فإنها تمثل تحفيزا للجيش الوطني الشعبي حتى يكون أكثر فأكثر، في مستوى هذه الثقة العزيزة على قلوبنا، وفي مستوى المواجهة الناجحة، بعون الله تعالى وقوته، لكافة التحديات المعترضة مهما كان مصدرها ومهما عظم شأنها.
وتمتينا لعرى هذه الثقة التي ما فتئت تتعزز بين الشعب وجيشه، يجدر بي التعبير عن افتخار الجيش الوطني الشعبي، بما بذله من جهود متواصلة ومتفانية لفائدة شعبه خلال التقلبات الجوية الأخيرة وما صاحبها من تساقط كثيف للثلوج، التي استوجبت التدخل السريع لفك العزلة وفتح الطرقات ومد يد العون للمواطنين أينما وجدوا، لاسيما في المناطق الجبلية والطرقات الوعرة، وهي جهود نعلم يقينا أنها لقيت ارتياحا كبيرا من لدن إخواننا المواطنين، وأكدت مرة أخرى متانة العلاقة التي تربط بين الشعب وجيشه".
بعدها استمع السيد الفريق إلى تدخلات الإطارات والطلبة الضباط والأشبال الذين عبّروا عن آرائهم حول المستوى الرفيع من التكوين الذي يتلقونه بالمؤسسات التكوينية العسكرية الرائدة، كما عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بالانتساب إلى الجيش الوطني الشعبي.
السيد الفريق ترأس اجتماعا ثانيا ضم رؤساء أركان قيادات القوات وقادة مؤسسات التكوين العسكرية والمكلفين بالتكوين، ألقى خلاله كلمة توجيهية حث فيها على ضرورة تركيز الجهود حول كل ما من شأنه أن يسهم باستمرار في تحسين التكوين والتعليم مما يؤدي إلى الرفع من مستوى الطلبة والمتربصين، ويوفر بالتالي المورد البشري المطلوب والنوعي المتسم بطابع المهنية والاحترافية والقادر على خوض غمار مهامه بكل الفعالية المرغوبة.
إثر ذلك تابع السيد الفريق عرضا شاملا حول التكوين بالجيش الوطني الشعبي قدّمه رئيس مكتب التعليم العسكري، إضافة إلى عروض قادة المؤسسات التكوينية والمكلفين بالتكوين على مستوى قيادات القوات والمديريات والمصالح المركزية.
وعلى هامش الاجتماع، حضي أشبال وشبلات مدرسة أشبال الأمة بالبليدة بزيارة خاصة إلى مختلف المرافق التكوينية والبيداغوجية وغيرها من المرافق التي تتوفر عليها المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس، وذلك بهدف تعريف الأشبال بعينة من عينات هياكل التكوين التي تزخر بها المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي.