احتضنت القاعة الكبرى أحمد باي، ليلة أمس، أوبيرات «حيزية» التي تدخل ضمن مشروع إنجاز سلسلة من الأعمال الفنية التراثية الخالدة التي جسدت قصة حب واقعية، جرت أحداثها أواسط القرن الماضي، بين «سيدي خالد» الصحراوية جنوب بسكرة، و«بازر صخرة» في محافظة سطيف.
إخرج أوبيريت «حيزية» فوزي بن براهيم و النص للشاعر عز الدين ميهوبي، فيما يشارك فيه نخبة من المطربين والممثلين أمثال محمد عجايمي، جهيدة يوسف،عمر بن حرمة، أجراد يوغورطة، بمعية فرقة الفنون الشعبية للديوان الوطني للثقافة والإعلام وفناني بالي ..
«أوبيرات» المسرحية التي ألهبت ركح القاعة تحت تصفيقات الجمهور المتعطش قال عنها المخرج فوزي بن براهيم عقب الندوة الصحفية إنها جاءت لتنقل جانبا من التراث الجزائري لتجسد تاريخ القصة التراثية المحبوبة للواجهة من جديد بعد إنجازه الأول من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام خلال فترة التسعينات من القرن الماضي تحديدا سنة 1994.
واضاف بن براهيم كانت هناك حاجة ملحة لإعادة إحياء التراث والأصالة الجزائرية بأوبيريت موسيقية شملت أدوار قوية لكوكبة من الفنانين تمثيلا و غناء ورقصا فلكلوريا .
كانت حيزية التي تؤدي دورها «لمياء بطوش» هي بطلة قصة حب واقعية جرت أحداثها في أواسط القرن الماضي بين منطقة سيدي خالد الصحراوية وجنوب بسكرة، اسمها الكامل حيزية بوعكاز، والدها أحمد بن الباي وهو أحد أعيان عرش الذواودة بسيدي خالد.
تدور الأحداث حول علاقة عاطفية جمعت حيزية بابن عمها سعيد الذي يلعب بطولته الفنان الشاب خريج برنامج «أراب أيدول» ناصر عطاوي، لتنتهي القصة برفض العلاقة بعد أن تصطدم بأعراف القبيلة التي تعتبر الحب طعنا في الشرف ليقرر الوالد أحمد بن الباي الرحيل بابنته إلى منطقة التل، يبقى المحب سعيد يموت على فراق محبوبته في أجواء امتزج فيها التمثيل و أداء الأغاني وسط ديكور مميز أبرز ما كان يعيش عليه المجتمع البدوي في تلك الفترة، الأمر الذي نقل الجمهور إلى أجواء البادية الحقيقية، حيث شارك في صناعة هذه الأوبيرات 11 ممثلا على رأسهم قامات كبيرة أمثال « محمد عجايمي» و»الفنانة جهيدة يوسف» إلى جانب أصوات فنية موهوبة من الشباب أمثال الشاب أجراد يوغورطة و الشاب ناصر عطاوي خريج برنامج أراب أيدول الذي يقدم لأول مرة دورا تمثيليا لشخصية سعيد، ناهيك عما يفوق 40 راقص باليه أدوا بدورهم رقصات فلكلورية كانت في مستوى هذا العمل الفني التراثي الذي يهدف حسب مخرجه لتصدير عادات و تقاليد و موروث الجزائر للآخرين.
أثنى الممثل عجايمي على الأصداء الجيدة و الإيجابية للعمل الأوبيرالي حيزية في شكله الحديث مؤكدا على الانسجام التام بين نخبة الفنانين الشباب المختارة لأداء أدوار العمل في ظل وجود شباب متعلم و موهوب فنيا تجاوب مع التوجيهات و عمل بها فكان نتاجها هته الأوبيرات الجميلة التي جمعت الأداء الغناء و المسرح التعبيري.