دعا البرفسور شيتور شمس الدين إلى ضرورة التعجيل من أجل القفز إلى مرحلة الانتقال الطاقوي وترشيد استهلاك الطاقة على المستوى المحلي ولن يتحقّق ذلك من دون شك، إلا من خلال مشاركة جميع الجزائريين، مشددا في ذات السياق على ضرورة السير بخطى ثابتة نحو التنمية البشرية المستدامة، وعدم الاعتماد على إيرادات النفط حتى وإن انتعشت أسعار برميل المحروقات من جديد واستقرت في حدود الـ 60 دولارا أو أكثر من ذلك.
قدم البرفسور شمس الدين شيتور في تصريح خصّ به «الشعب الاقتصادي» رؤيته الاقتصادية الدقيقة للظرف التنموي الحالي، الذي دون شك يتسم بالعديد من التحديات ولا يخلو من التقلبات الفجائية، ومشرحا الواقع التنموي وحاول فوق كل ذلك استشراف آفاق التخلص من التبعية النفطية إلى مجال أوسع يعتمد فيه بالدرجة الأولى على الموارد البشرية لتنمية الاقتصاد الوطني، وحسب رأيه بات الانتقال الطاقوي حتمية لا يمكن تجاهلها، ومن الأفضل أضاف ذات الخبير يقول، تجسيد هذا التوجه الذي سوف يغيّر الواقع الاقتصادي إلى الأحسن.
ويرى شيتور أن العديد من المكاسب تحققت في عام 2016، لكن جوهر ما يجب تحقيقيه ويتطلّع إليه بترقب واهتمام كبيرين يتمثل في بناء اقتصاد تنموي فعلي، لذا اعتبر في هذا المقام أن العديد من الانجازات والمشاريع مازالت تنتظر وكذا الخطوات التي ينتظر تحقيقها على أرض الواقع متاحة للتنفيذ، بالرغم من أنه في المجال الاجتماعي تمّ تجسيد العديد من الانجازات واستفادت منها الجبهة الاجتماعية على غرار قطاع النقل، ولكن تبقى غير كافية حيث ينتظر المزيد بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة والقدرات الكامنة، وبالإمكان تفعيلها من خلال قوانين المالية وبالتالي سوف يتم تفعيل من خلالها العديد من المكاسب الاجتماعية.
وحاول الخبير الاقتصادي شيتور طرح سلسلة من المقترحات من أجل إثراء النقاش حول الخيارات، التي تعجّل بتنويع الاقتصاد الوطني وكذا تسريع وتيرة النمو خارج قطاع المحروقات، علما أنه دافع مطولا عن إرساء الشفافية، خاصة ما تعلّق بإنفاق المال العام وتبني التخطيط الاستراتيجي، حيث أوضح يقول إنه من المهم أن نحدّد ونوضح ماذا نستثمر بالأموال وماذا نحقّق بما سطرناه ورصدناه من أموال للعمل التنموي سواء على المديين القريب والمتوسط وحتى على المدى البعيد.
وبخصوص ما تعلّق بالشؤون النفطية وما سوف يترتب عليه اتفاق دول اوبك التاريخي الذي تمّ التوصل إليه في اجتماع الجزائر، وانعكاساته على الجزائر قال الخبير شيتور ينبغي في الوقت الحالي أن ننتظر ماذا سوف يسفر عنه الاتفاق مستقبلا، واستطرد يقول في سياق متصل بلغة لا تخلوا من التحذير: «.. حتى وإن قفز سعر برميل النفط إلى حدود الـ 60 دولارا.. ليس هذا هو مستقبل الجزائر.. لأن مستقبلها يكمن في القدرة على النجاح أي في القفز إلى تنمية حقيقية..ومن الضروري أن يكون انتقال طاقوي فعلي وبالتالي تحقيق التنمية البشرية المستدامة المنشودة والتي باتت ضرورة في وقتنا الحالي..».
وذكر البرفسور شمس الدين شيتور أنه من الأهداف الجوهرية التي ينبغي التركيز عليها اليوم يوجد في صدارتها الوصول إلى تجسيد الانتقال الطاقوي وحتى يتسنى ترك حصة من الطاقات الكامنة المتوفرة في الجزائر، إلى الجيل الصاعد، وهذا ما يتطلّب حسب تقديره، الاقتصاد في الطاقة وترشيد استعمالها واستهلاكها، كون ما لا يقل عن نسبة 20 بالمائة من الطاقة التي نستعملها حسب تقديره، تهدر دون الانتباه إلى ذلك، وكذا تمثل حجم الخسائر التي تتكبد ويمكن تفادي ذلك، وأكد شيتور أنه من الضروري أن ندرك اليوم وقبل أي وقت مضى العديد من الحقائق، لأنه ينبغي أن يتهيأ الجزائري، حتى يكون في المعركة التنموية الراهنة وما تشهده من مستجدات وفي قلب مختلف التغيرات، حيث يكون فاعلا حقيقيا وليس متفرجا ومن ثم يشارك لبناء الجزائر اقتصاديا.