أعربت مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة السيّدة «سعدية سباح»، عن ارتياحها العميق بشأن الرواج الذي يشهده الكتاب الورقي محليا مقارنة بالسندات الاعلامية والالكترونية الأخرى، بحيث يعتبر هذا المشهد نتيجة حتمية للعمل الجبار الذي لايزال موظفو المكتبة يجدّون في تجسيده من خلال السعي الحثيث لتقريب الكتاب من القارئ عبر الاستثمار في العنصر البشري بطريقة مدروسة و هادفة.
أشارت مديرة المكتبة بهذا الشأن إلى توقيع اتفاقية خاصة مع مديرية التربية مؤخرا تقضي بتمكين تلامذة مؤسسات تعليمية من مختلف بلديات الولاية زيارة المكتبة بمعدل مؤسستين أسبوعيا اضافة الى تنقل موظفي المكتبة الى مؤسسات أخرى وفق برنامج زمني يمتد الى غاية منتصف شهر ماي المقبل، بحيث تمت برمجة مدرسة واحدة لكل دائرة من الولاية، و سواء تعلّق الأمر بالزيارات المنظمة للمكتبة أو تلك التي يؤديها المؤطرون للمؤسسات التعليمية، فإنّ طريقة التعامل تعتمد دائما على تنظيم ورشات قارة وهادفة تشمل القراءة الحرة والحكاية إضافة إلى الاكتشاف والمعرفة والرسم والأشغال وهي نشاطات ترتبط كلها بالكتاب الذي لا يتخلى عنه المؤطر على مدار عمر الورشة.
وهي الطريقة نفسها التي اعتمدتها المكتبة منذ إنشائها سنة 2012، ولإفراز هذا الواقع توافد عدد هائل من عشاق الكتاب للانخراط بها، حيث تجاوز عدد المنخرطين عتبة 8 آلاف منخرط مؤخرا. وينشط معظم هؤلاء في استعمال الكتب المتوفرة برفوف المكتبة التي تحوز حاليا على قرابة 21 ألف عنوان بما يعادل قرابة 50 ألف كتاب من مختلف التخصصات.
وحسب مديرة المكتبة دائما فقد أفرزت طريقة تعامل المؤطرين مع الطفل وغيره بشأن الكتاب الورقي إقدام ما معدله 150 منخرط على استعارة كتب من المكتبة يوميا طيلة أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة، مع الإشارة الى إقدام بعض الأولياء على استعارة أكثر من 10 كتب دفعة واحدة لمدة أسبوعين.
وهي فترة قابلة للتجديد لفترة أسبوع واحد وذلك باسم مختلف أفراد العائلة المنخرطين، الأمر الذي يؤكّد بأنّ طريقة التعامل التي اعتمدتها المكتبة في تحبيب الكتاب للقارئ أتت أكلها ويبرز ذلك جليا بإقدام عدّة أفراد من عائلة واحدة على الانخراط لاستعارة الكتب. أما عن الفئات التي تتردّد بشكل مكثف على شبابيك المكتبة ورفوفها فقد أشارت السيدة سباح الى كون فئة الطلبة الجامعيين وتلاميذ المؤسسات التربوية لا تزال تحتفظ بالريادة منذ فترة باعتبار المكتبة لا تبعد كثيرا عن المركز الجامعي الذي يفتقد إلى مكتبة جامعية متخصصة.
من جهة، الحاجة الماسة لتلاميذ المؤسسات التعليمية للرفع من قدراتهم المعرفية بكتب خارجية وبالمجان من جهة ثانية، غير أنّ ذلك لا يعني بتاتا اقتصار عملية التعامل مع هاتين الفئتين دون سواهما، إذ خصصت إدارة المكتبة فضاءات حرّة للمطالعة العمومية تنقسم من الناحية التنظيمية إلى ثلاث أجزاء يعنى أولها بفئة الشباب وثانيها بفئة الباحثين وثالثها بفئة الأطفال صغار السن، بحيث تعمل الادارة حاليا على تعميم ظاهرة المطالعة لمختلف الفئات دون الاكتفاء بعملية تمكين التلاميذ والطلبة من أداء الفروض والواجبات الدراسية التي لا تفي غرض المطالعة العمومية.
وبالنظر إلى النجاح الباهر الذي أضحت تحقّقه ذات المكتبة على غرار مكتبات مماثلة عبر الوطن فقد تقرّر تنظيم مهرجان قراءة في احتفال على مستوى ذات المكتبات بداية من الطبعة القادمة الأمر الذي استثنته مديرة المكتبة بالرغم من معاناتها من ضيق المقر ومحدودية الفضاءات المتوفرة القابلة للاستغلال.