تشتغل معاصر الزيتون الموجودة عبر الولاية التقليدية منها والعصرية منذ إطلاق حملة جني الزيتون دون انقطاع، تعمل 22 ساعة من أصل 24، حيث يتمّ تخصيص الساعتين الباقيتين للراحة لتنظيف وصيانة التجهيزات وتلاحظ من الصباح إلى المساء حركية متواصلة لمختلف أحجام الشاحنات من أجل إنزال ما تمّ جمعه من الشجرة المباركة وبعد الاستلام والتحويل يأتي موعد استخلاص زيت الزيتون.
وشهد أغلب المناطق الجبلية والمساحات الفلاحية المخصصة لزراعة أشجار الزيتون حركة دؤوبة، ميزها التفاف الفلاحين والعائلات المالكة لغلال الزيتون حول هذه الشجرة المباركة، في حملة جني ثمارها التي انطلقت خلال شهر نوفمبر، وبإمكانها أن تتواصل إلى غاية شهري مارس المقبل، لأن أبناء المنطقة يجلبون الزيتون من كل مكان تقريبا بما في ذلك بعض الولايات المجاورة.وقدرت المصالح الفلاحية للولاية، المساحة الإجمالية لأشجار الزيتون بجيجل، بـ 19 ألف و700 هكتار، تمت زراعة ما يقارب مليون و700 ألف شجرة، منها 15 ألفا و400 هكتار دخلت حيز الإنتاج، وهو ما يمثل أكثر من 30 بالمائة من المساحة الفلاحية الصالحة للزراعة بالولاية، كما قامت محافظة الغابات بتوزيع ما يفوق 700 ألف شجيرة خلال العشر سنوات الماضية، وتوجد على تراب الولاية 160 معصرة، استقبلت منتوج الزيتون بطاقة تحويل تقدر بـ8700 قنطار في اليوم، منها 90 معصرة تقليدية لازالت تعمل بالطرق التقليدية، و70 معصرة حديثة مجهزة بأحدث الوسائل لإنتاج الزيت. وتوقعت نفس المصالح جني ما يقارب 330 ألف قنطار من الزيتون بهذا الموسم الفلاحي، وتحقيق بذلك إنتاج يصل إلى 05 ملايين لتر، كما توقعت ذات المصادر بلوغ مستوى قياسيا من حيث جودة المحصول وذلك بجني ما يعادل 20 لترا من الزيت الصافي مقابل كل قنطار من الزيتون الخام.
وتلقت شعبة الزيتون دعما بمختلف الصيغ المعتمدة، سواء كان يتعلّق بغرس اشجار الزيتون، أو إعانة الفلاحين بتجهيز المعاصر، الشباك الخاص بجني الزيتون، حيث تمثل هذا الدعم في الفترة الممتدة بين سنتي 2000 و2016 بـ22 معصرة دخلت حيز الخدمة في الوقت الحالي، مع تدعيم 1280 هكتارا بغرس أشجار الزيتون، استفاد من هذه العملية خلال هذه الفترة قرابة 450 فلاح.
كما أن تكوين الفلاحين، كان السبيل لتطوير هذه الشعبة بالولاية، رغم أنها مازالت تتمّ بطرق تقليدية عبر كامل مراحلها من الغرس إلى التقليم وحتى الجني، حيث سطرت نفس المصالح برنامجا بالتنسيق مع مركز تكوين أعوان الغابات بكسير لتكوين الفلاحين بصفة دورية حول طرق زراعة شجرة الزيتون، وكيفية تقليمها وجنيها، حيث تمّت برمجة ما يقارب 800 فلاح للتكوين في شعبة الزيتون، لاسيما بعد عقد اتفاقية مع مديرية التكوين المهني، تهدف إلى استغلال بعض مراكزها لتكوين الفلاحين، خاصة بالمناطق الجبلية بهدف تقريب التكوين من الفلاح.وعلى الرغم من الجودة العالية لزيت الزيتون الذي تنتجه الولاية، إلا أن إنتاج هذه المادة عرف تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث نزل مؤشر الإنتاج إلى أدنى مستوياته بفعل تأثر أشجار الزيتون بالعديد من الأمراض، وهو ما تسبّب في ارتفاع قياسي لسعر زيت الزيتون، حيث لم ينزل خلال الأشهر الماضية عن حاجز 700 دينار جزائري للتر الواحد، وبسبب المضاربة الحاصلة في أسعار زيت الزيتون خلفت استياءً كبيرا لدى المواطنين خاصة وأن السعر هذه السنة فاق كل المستويات بوصول بعض الأنواع إلى 1000 دينار في السوق والأسباب يرجعها بعض المنتجين إلى عدة اعتبارات منها الطبيعية وأخرى بشرية، كالحرارة ونقص تساقط الأمطار خصوصا من شهر جوان إلى نهاية شهر أكتوبر، مما أدى إلى نقص الغلة في هذه السنة الأمر الذي انقلب سلبا على ارتفاع الأسعار كما أن نقص اليد العاملة المؤهلة، والعناية بشجرة الزيتون، من طرف أصحاب حقول الزيتون، حيث لا يقومون بصيانتها واتباع في ذلك الطرق التقنية للعناية بالشجرة.وفي سياق آخر، تتواصل عملية أخذ عينات لزيت الزيتون بالولاية من 30 معصرة، تقليدية وعصرية وشبه أوتوماتيكية، من أجل الحصول على علامة لهذا المنتج، والقيام بهذه العملية التي أطلقت منذ بداية موسم جني الزيتون عبر مختلف أنواع المعاصر بالمنطقة بطلب من المعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم بولاية بجاية تكملة لتلك العملية التي شملت 11 معصرة في الموسم الماضي، ببلديات كل من الطاهير والشقفة والعنصر وبني حبيبي وهي تقع كلها بمناطق تشتهر بإنتاج الزيتون بالولاية.وستسمح هذه التحاليل الفيزيائية - الكيميائية بتحديد صفات زيت الزيتون والتمكن من الحصول على علامة لهذا المنتج المحلي وذلك على اعتبار أن منطقة جيجل جبلية وتتميز بأشجار زيتون عالية الجودة، وكانت التحاليل السابقة قد كشفت عن معدلات حموضة تتراوح بين 0,48 و 3,92 بالمائة بالنسبة لأصناف الزيت بهذه الولاية التي تزخر بـ18 ألف هكتار من أشجار الزيتون، ويتراوح الإنتاج المتوسط بين 5 و9 ملايين لتر فيما يقدر مردود القنطار الواحد بـ 22 لترا من الزيتون المسحوق حسب مديرية المصالح الفلاحية، ويتمثل الهدف المنشود حسب المصالح المعنية من خلال هذه التحاليل على وجه الخصوص في تحسين ظروف جني الزيتون ونقله وتحويله من أجل الحصول على نوعية جيدة لمحصول زيت الزيتون.
ولأهمية شعبة الزيتون، تنشط جمعيتان مهنيتان في مجال زراعة الزيتون، بتعداد يفوق 15 ألف مزارع، حيث توّج هذا النشاط الممارس بكثرة في أوساط النساء بتنصيب مجلس مهني لشعبة زراعة الزيتون بعد حملة إعلامية وتحسيسية واسعة شملت مزارعي الزيتون بالمنطقة وأصحاب مشاتل الزيتون وموزعي عتاد الإنتاج ومصنعي تجهيزات الإنتاج وتجار مختلف منتجات الزيتون.