ولد الرائد عبد الرحمن ميرة، في قرية تاغلاط بضواحي بني مليكش دائرة أقبو ولاية بجاية سنة 1922 في أسرة فقيرة، قام عمهم بكفالتهم وفي هذا الجو تربى وترعرع، لم تسمح له الظروف بالدخول إلى المدرسة عند بلوغه سن الدراسة، كان لإحتكاكه بالمناضلين أثره الواضح في بلورة نشاطه السياسي، إنخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية وأصبح مناضلا نشيطا في سنة 1947، وهي السنة التي تأسست فيها المنظمة الخاصة.
بعد اندلاع الثورة التحريرية وانضمام الشباب إلى صفوفها، قام الشهيد ميرة بتشكيل فرقة من المجاهدين في قريته وكانت أول معركة شارك فيها هي معركة سيدي علي بوناب في نوفمبر 1954، حيث أسفرت المعركة عن خسائر مادية في العتاد والأرواح في صفوف العدو وكنتيجة لهذا الانتصار، أختير خمس أعضاء آخرين من بينهم عميروش كمسؤولين بالمنطقة، وفي سنة 1955 رقي إلى رتبة ملازم.
كان الشهيد من القادة الذين لعبوا دورا كبيرا في التحضير لمؤتمر الصومام، خاصة وأن المؤتمر انعقد في المنطقة التابعة لقيادته، واستطاع أن يحافظ على السرية التامة للمكان والزمان، ولما انتهى المؤتمر تطوع الشهيد للجهاد في الولاية السادسة لإعادة تنظيم الولاية، وفي هذه الفترة رقي إلى رتبة نقيب وقائد الولاية الثالثة بعد استشهاد العقيد عميروش في مارس 1959.
وبتاريخ 7 نوفمبر 1959 وأثناء خروجه من غار شلاطة الواقع شرقي مدينة أقبو غير بعيد عن قرية أيت حياري حاصرت القوات الفرنسية المنطقة ضمن عمليات جوميل الجهنمية التي قادها الجنرال شال والتي كان من نتائجها استشهاد عبد الرحمن ميرة.