أكّد اللاعب الدولي السابق رضا ماتام أن خروج المنتخب الوطني من الدور الأول لكأس افريقيا للأمم 2017 كان منتظرا بالنظر إلى عدة أسباب، وأنه يجب إعادة النظر في الكثير من الأمور مستقبلا لبناء منتخب وطني قوي، وتحدث في هذا الحوار عن خروج المنتخبين التونسي والسينغالي، وعن عديد الأمور.
❊ الشعب: كيف تعلّق على خروج المنتخب الوطني من «كان» الغابون؟
❊❊ رضا ماتام: بعد دخول المنتخب الوطني تصفيات كأس العالم 2018 بذلك الأداء المخيب بتعادل ضد الكاميرون وهزيمة أمام المنتخب النيجيري، وكل ما حدث برحيل المدرب «راييفاتس» وقدوم البلجيكي «ليكنس» كنت أتوقّع خروج الخضر من الدور الأول من تصفيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، وهو ما حدث فلم نتمكّن من الفوز على زيمبابوي التي سحقها المنتخب التونسي برباعية وانهزمنا في الداربي أمام الجيران التونسيي،ن وبعدها تعادلنا أمام بدلاء المنتخب السنغالي. مشاركة لا يمكن أن ينكر أحد أنها كانت مخيبة، لكنها راجعة لعدة أمور في مقدمتها عدم الاستقرار على مستوى الطاقم الفني حيث حطمنا الرقم القياسي في استبدال المدربين في ظرف 6 أو 7 أشهر، والتحضيرات لم تكن في المستوى بدليل أننا شاهدنا المشاكل الانضباطية التي كانت العنوان الأبرز في تربص سيدي موسى أو خلال المنافسة الإفريقية، وصورة استعمال الهاتف النقال للاعبين أثناء المباراة الودية أمام موريتانيا لخير دليل على ما أقول، والتنقل إلى الغابون كان متأخرا وبلاعبين غالبيتهم من «المنتوج» الأوروبي ولا يعرفون الأجواء الإفريقية، كما أن الأمر الذي لا يريد الجزائريون إدراكه هو أننا منتخب ليست له تقاليد عريقة في كأس أمم إفريقيا، بدليل أننا توجنا بلقب وحيد في الدورة التي نظمناها نحن وأعتقد أننا متعودون على مثل هذه الخيبات، أن يكون لديك أفضل لاعب إفريقي في تعدادك لا يعني أنك ستتوج باللقب، كما أن هناك عدة عوامل أخرى التي عجلت بإقصاء «الخضر».
❊ ما هي؟
❊❊ بالإضافة إلى ما قلته، هناك غياب مديرية فنية قوية يمكنها التأثير في القرارات المهمة المتعلقة بالشأن الفني، كما أن مهام الفاف لا تقتصر في تكوين منتخب وطني قوي، بل في إيجاد إستراتيجية مناسبة للنهوض بكرة القدم الوطنية، لأنه في عالم الاحتراف من غير المعقول كل الأموال التي تصرف في كرتنا ولا نجد لاعبا مميزا تقدمه هذه البطولة للمنتخب الوطني، نحن لا نملك المستوى للعب من أجل الفوز بكأس العالم إذا علينا أن نغير إستراتيجيتنا لتكوين منتخب قوي قادر على الفوز بكأس أمم إفريقيا.
❊ خروج المنتخبين التونسي والسنغالي من الدور ربع النّهائي يؤكّد أنّ مجموعتنا كانت ضعيفة بعض الشيء؟
❊❊ نحن الذين كنّا ضعفاء وتنقّلنا بثوب البطل إلى الغابون هذه هي الحقيقية، منحنا هدايا خلال في المباراة أمام تونس، وتبين بأنهم لا يملكون مستوى كبيرا للعبور للمربع الذهبي أمام المنتخب البوركينابي الذي سيّر اللقاء كما يريد، لكن المنتخب السنغالي بالمقابل كان من بين أقوى المنتخبات في مجموعتنا ومروره للدور الثاني كان مستحقا وراح ضحية نقص خبرته في ربع النهائي لأنه منتخب فتي أقصي أمام منتخب الكاميرون الذي لديه تقاليد كروية عريقة رغم أن الجيل الحالي لا يملك الخبرة اللازمة، حيث سيّر المباراة جيدا وبقي مركزا في ضربات الترجيح، لكن خروجنا نحن ليس نهاية العالم لأننا كما قلت كنّا متعوّدين على ذلك مع كل الأجيال التي مرت على المنتخب، الآن يجب إعادة النظر في الكثير من الأمور لكي لا يعاد علينا سيناريو منافستي 2006 و2008 حين كنا غائبين عن «الكان»، ويجب أن نعيد بناء منتخبنا على طريقة المنتخب المصري، الذي عاد بقوة بعد غياب طويل عن المنافسة التي يعشقها هو صاحب السبعة ألقاب.
❊ وكيف ترى مستقبل الخضر؟
❊❊ أولا، سنرى من سيكون الرئيس المقبل للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وإذا بقي «روراوة» عليه أن يواصل في عمله ويصلح الأخطاء التي وقع فيها لنكون أقوى مستقبلا، وإذا حلّ رئيس جديد عليه أن يترك الأمور الايجابية التي قام بها روراوة ويعمل على جلب المزيد، لأنّنا الآن نحتاج لأفكار جديدة لتحسين وتطوير كل الأمور السلبية التي تنخر منظومتنا الكروية.