طباعة هذه الصفحة

توقع إنتاج مليون و800 ألف قنطار خلال هذا الموسم، قدماني:

أسعار البطاطا ستستقر تدريجيا بداية الأسبوع المقبل

سعاد بوعبوش

توقع رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا أحسن قدماني، أن يكون منتوج هذا الموسم مليونا و800 ألف قنطار بعد الموسمية، رافضا ربط الأسعار بالظروف الجوية التي عرفتها بلادنا في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أنها ستعرف تراجعا واستقرارا تدريجيا بداية من الأسبوع المقبل في حدود 40 دينارا.

في هذا الإطار، قال رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح بالقناة الإذاعية الأولى، إن هناك أمورا أخرى تتدخل في ارتفاع الأسعار وهي غلق الطرق وانعكاس ذلك على حركة التسويق، والتحجج بالاضطرابات الجوية أمر غير مقبول، خاصة وأن حقول البطاطا لم تتضرر بالتقلبات المناخية الأخيرة ولا حتى بعين الدفلى وتم إخراج كمية معتبرة من المخازن لضمان استقرار وضبط الأسعار في السوق.
وأوضح قدماني، أن الكمية المخزنة تكفي لشهرين، بالرغم من الصعوبات التي عرفتها عملية الجني، حيث تم جني أكثر من 70 من المائة من المحصول ولم يتبق سوى 20 من المائة سيتم جنيها في الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرا إلى أن إخراج كميات معتبرة من المخازن هو لضبط الأسعار وضمان تدخل الدولة من خلال التخزين المتحرك، وهناك تفكير لضبطها في الميدان بداية بالمنتج.
وحول الأسعار أكد رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا، أنها تباع بـ25 إلى 30 دج عند المنتج، وفي سوق الجملة من 35 إلى 40 دج، موضحا أن هناك مضاربة كبيرة في المنتوج، ما يستوجب إعادة التفكير لإيصال المنتج لمحصوله إلى اليد الثانية فقط، حتى تباع كمادة شعبية واستراتيجية وليس كمنتوج نوعي.
120 مؤسسة تنتج 400 ألف طن
من بذور البطاطا
فيما تعلق بإنتاج البذور، أوضح قدماني أن الجزائر تحصي حاليا حوالي 451 مؤسسة لإنتاج البذور، منها 120 مؤسسة منتجة لأكثر من 10 أنواع، وهناك تفكير للذهاب نحو التعاونيات لجمع المؤسسات المنتجة التي لعبت دورا كبيرا منذ سنة 2000، وساهمت برفع إنتاج البذور من 30 ألف طن إلى 400 ألف طن وهي قفزة كبيرة سمحت بتغطية الحاجيات الوطنية. علما أن «سبونتا» الذي تنتجه وادي سوف بنسبة 90 من المائة هو النوع المطلوب بالجزائر.
بحسب ذات المتحدث عرفت الشعبة انتشارا واسعا عبر 36 ولاية منتجة للبطاطا، لاسيما بالجنوب. فوادي سوف وحدها تنتج 26 ألف هكتار، فيما تبلغ المساحة الإجمالية المغروسة عبر الوطن 170 ألف هكتار، مطالبا منتجيها بالانتظام والتهيكل والتجمع لمتابعة المنتوج، بداية بانتقاء البذور ذات النوعية الجيدة، حيث يرجح أن تكون وادي سوف قطبا لشعبة البطاطا وكذا ورقلة، مقترحا ترك الشمال لغرس البذور.
في المقابل، قال رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي البطاطا، إن الجزائر تستورد 20 من المائة من هذه المادة، علما أنها توقفت عن استيراد تلك الموجهة للاستهلاك، وتم تحقيق قفزة نوعية في إنتاج البذور. وللمضي قدما لابد من عدم الاتكال على الدولة فقط، بل ببعث محطة قلاّل بسطيف وتغيير الذهنيات وإشراك المنتجين كمساهمين فيها ليكون منتوجا جزائريا نوعيا. كاشفا عن مشروع شراكة مع هولندا وأمريكا، لخلق نوع جزائري باستطاعته الذهاب بعيدا، ولكن بمراعاة المواصفات العالمية، خاصة وأن الجزائر تمتلك كل الإمكانات لإنتاج البطاطا على مدار 11 شهرا.
في هذا السياق، قال قدماني إن هناك سعيا جادا لجمع المنتجين في فدرالية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومن ثم التوجه إلى التصدير. لكن قبل ذلك يجب ضبط أمورنا أولا واحترام المعايير الدولية، لاسيما ما تعلق بتتبع أثر المنتوج، لأن العملية تبدأ قبل الغرس أي باتفاقية مع المنتج حول الكمية والنوعية، خاصة وأن هناك طلبات كبيرة على المنتوج الوطني، على اعتبار أن الجزائر قادرة على غرس البطاطا على مدار أشهر السنة ويجب على المصدرين أن يكونوا مهنيين والذهاب نحو التعاونيات والقضاء على العشوائية التي عرفتها هذه الشعبة، في ظل وجود حظوظ وإمكانات كبيرة للذهاب نحو التصدير التي لا يجب أن تتم بالطائرة، لأن ولوج الأسواق الدولية يتطلب التنظيم.