أسفرت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي عن فوز المرشح بونوا هامون بـ58.88٪ من الأصوات مقابل 41.12٪ لصالح منافسه مانويل فالس، الذي اعترف بخسارته، معلنا عن استعداده مساندة الفائز.
وقال فالس أمام أنصاره: «أتمنى حظا سعيدا لبونوا هامون مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية».
وكان الرجلان قد تصافحا أمام مناصري الحزب الاشتراكي في مقر الحزب وتحت إشراف سكرتير الحزب جان كريستوف كومبادليس.
وعرفت المشاركة في الجولة الثانية انتعاشا ملحوظا، إذ أعلنت اللجنة المشرفة على تنظيم العملية الانتخابية أن ما بين 1.9 و2.1 مليون ناخب شاركوا في التصويت.
وقال هامون عقب الإعلان عن النتائج: «أشعر بمسؤولية كبيرة بعد هذا الفوز، والتعبئة التي أظهرتموها تمنحني القوة والشجاعة لأمثلكم بشكل مشرف في الانتخابات الرئاسية والفوز بها»، مضيفا: «اليسار قد رفع اليوم رأسه ويجب أن ننظر نحو المستقبل ونتوحد لكي نتغلب على منافسينا، وهما اليمين المتطرف واليمين الجمهوري الذي يمثله فرانسوا فيون».
وأضاف: «لكي نستطيع أن نواجه يمينا تقليديا ومحافظا، يجب أن ينفتح اليسار على أفكار حديثة وجديدة»، مؤكدا ضرورة كتابة صفحة جديدة من تاريخ فرنسا.
رهان توحيد اليسار
وللحيلولة دون تشتت معسكر اليسار، تعهد بونوا هامون ببذل الجهود اللازمة لتوحيد صفوفه وصفوف البيت الاشتراكي الذي يعيش فيه منذ 30 سنة، بحسب قوله. معلنا أنه سيتصل بكل من جان لوك ميلنشون زعيم حركة «فرنسا في حركية» ويانيك جادو مرشح الخضر «لبناء قوة يسارية متينة قادرة على الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة».
نيران اليمين
إلى ذلك، لم تنتظر المعارضة اليمينة أن يتذوق بونوا هامون طعم الفوز، بل انتقدته بشدة، متسائلة كيف يمكن لوزير سابق خلال عهدة هولاند أن يوحد صفوف اليسار المبعثرة؟ وكيف يستطيع أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، بينما لم يتعد عدد الناخبين في تمهيديات اليسار أكثر من مليوني ناخب؟
وقال بونوا أبارو، أحد مساندي المرشح فرانسوا فيون: «نحن أمام يسار مشتت وممثل من طرف ثلاثة مرشحين لا يستطيعون التفاهم فيما بينهم، بينما اليمين والوسط موحدان حول فرانسوا فيون».
ويرى متتبعو الشؤون الفرنسية، أن اليسار الفرنسي سيلقى صعوبات كبيرة لكي يتوحد حول شخص واحد، لأن كل مرشح، على غرار جان لوك ميلنشون ويانيك جادو - من الخضر- وبونوا هامون يعتقد أنه هو الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات الرئاسية والأكثر قدرة على توحيد الفرنسيين.
على أية حال، يبدو أن المشاكل الحقيقة بدأت بالنسبة لبونوا هامون، الذي سيواجه عقبتين أساسيتين. تتمثل الأولى في إقناع الاشتراكيين من التيار الليبرالي، كأتباع فالس مثلا بمساندته. وتتعلق الثانية بإقناع مرشحي اليسار الآخرين بالتنازل لصالحه. فيما يبقى موقف فرانسوا هولاند مجهولا.
فهل سيساند بونوا هامون أم إيمانويل ماكرون أم ولا أيّ منهما؟ الأيام القادمة ستأتي بالجواب.