تحت شعار “شتا دافية” وضعت جمعية “ناس الخير” برنامجا تضامنيا مع الفئات الهشة التي تعيش ظروفا صعبة، خاصة أولئك الذين لا يملكون سقفا يأويهم أو أولئك الذين ضاقت بهم الدنيا ولم يجدوا ملجأ إلا الشارع، هؤلاء الذين نراهم يجلسون وينامون على قارعة الطريق إن كان الفصل شتاءً أو صيفا لن يتغير مكان عيشهم لأنه الوحيد المتوفر لديهم، هؤلاء كانوا صلب اهتمام هذه الجمعية التي أعطت الأمل للكثير من الجزائريين في بعث التراحم والتواصل بين مختلف فئات المجتمع، في تأكيد على ارض الواقع بان القوة والفاعلية يصنعها تضافر واتحاد الأيادي الخيّرة.
في حديث لـ “الشعب” مع طارق زروقي رئيس جمعية “ناس الخير” أكد أن مشروع “شتا دافية” له جوانب كثيرة من بينها توزيع أكياس النوم على المشردين خاصة الذين ينامون في العراء، وكذا توزيع أكل دافئ على هذه الفئة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع وهذا على مستوى مختلف ولايات الوطن في إطار حملات الخير التي تحرص الجمعية على إطلاقها في كل وقت ولكن تعرف تكثيفا للجهود المبذولة في الظروف الخاصة التي نعيشها اليوم.
وفي ذات السياق أكد زروقي أن تشجيع المواطنين كان وراء زيادة الجهد المبذول على مستوى الجمعية عبر مختلف فروعها الجهوية الذين لم يبخلوا عليهم بالمساعدات والإعانات التي مكنتهم من مد يد العون للكثيرين ممن كانوا بحاجة إليها، الى جاني المتعاملين الاقتصاديين، كما تلقت الجمعية مساعدات من بعض الوزارات.
وعن الحس التضامني في المجتمع أكد طار زروقي أن نموه مرتبط بالدرجة الأولى بالثقة لأنها القاعدة التي تسمح لأي كان أن يقدم مساعدة إلى الجمعية حتى توصلها إلى من يستحقها، لان الجمعية بالدرجة الأولى هي وسيط بين المقتدر والمحتاج، فمنذ انطلاق “ناس الخير” في 2009 اعتمدت الشفافية في عملها وإعطاء المحسنين تقارير حول وجهة المساعدات التي تقدمونها بل أكثر من ذلك يشاركون فرحة من كان عطاءهم سببا في فك كربتهم، لذلك وفي زمن قصير استطاعت الجمعية أن تصحح الصورة السيئة التي ارتسمت في ذهن المجتمع عن العمل الجمعوي الذي ربطه الكثيرين لسنوات طويلة بالوصولية والمصلحة الخاصة.
لذلك يكون الميدان دائما حسب طارق زروقي المعيار الحقيقي لتقييم عمل المجتمع المدني والاختبار الحقيقي لتحقيق الأهداف المسطرة والتي تكون في جوهرها تقديم صورة حقيقية لتكافل مختلف فئات المجتمع وكذا إعطاء تعريف واقعي للعمل الخيري الصادق بعيدا عن أية حسابات أو مصلحة خاصة.